دفاع وأمن

تحديث القنابل النووية التكتيكية B61-12 الأمريكية

أعلنت الإدارة الوطنية للأمن النووي في الولايات المتحدة الأمريكية عن الانتهاء من ترقية القنابل النووية التكتيكية من طراز B61-12 ضمن برنامج يهدف إلى تمديد عمر هذه القنابل الحيوية في الترسانة النووية الأمريكية. يهدف هذا البرنامج إلى تعزيز قدرة الردع النووي الجوي من خلال تحسين الأداء وزيادة الاعتمادية بما يضمن استمرار هذه القنابل في الخدمة لعشرين عامًا إضافية على الأقل.

يشتمل برنامج تمديد العمر على عدة مراحل تشمل ترقية أو إعادة استخدام أو استبدال جميع المكونات النووية وغير النووية في القنبلة. ويُعتبر هذا التحديث ضرورياً لضمان جاهزية القنابل النووية الحرارية من نوع B61-12 التي تمثل أحدث تعديل ضمن سلسلة قنابل B61، حيث يتم نشرها في قواعد الولايات المتحدة الجوية والقواعد التابعة لحلف شمال الأطلسي لتعزيز منظومة الدفاع النووي الغربي.

1. نظرة عامة:

القنبلة B61-12 هي النسخة الأحدث من سلسلة القنابل النووية الحرارية B61، والتي تعد من الأسلحة النووية التكتيكية والاستراتيجية الأكثر شهرة في الترسانة النووية الأمريكية. بدأ تطوير هذا الطراز في إطار برنامج تمديد العمر (LEP) بهدف تحسين الدقة وتقليل القوة التدميرية مع الحفاظ على القدرات الردعية النووية التقليدية.

2. القدرات التشغيلية:

القوة التفجيرية القابلة للتعديل:
تتمتع القنبلة B61-12 بقدرة على تعديل القوة التفجيرية بما يتراوح بين 0.3 إلى 50 كيلوطن، مما يمنح القادة العسكريين مرونة أكبر في الاستخدام حسب طبيعة الهدف.

نظام التوجيه الموجه بالـ JDAM:
زُوِّدت القنبلة بنظام توجيه عالي الدقة يشبه نظام القنابل الذكية JDAM، مما يجعلها أكثر دقة مقارنة بالإصدارات السابقة. هذا التوجيه الدقيق يقلل من احتمالية الأضرار الجانبية ويحسن من الفعالية القتالية.

تصميم منخفض السقوط:
القنبلة B61-12 مصممة لتسقط بزاوية حادة (Low Drag Design) مما يتيح للطائرة الحاملة الإفلات بسرعة بعد الإطلاق، مما يعزز أمان الطاقم والطائرة في العمليات القتالية.

3. الطائرات القادرة على حمل القنبلة:

القنبلة B61-12 صُممت للعمل مع مجموعة واسعة من الطائرات الأمريكية الحديثة، منها:

F-35 Lightning II

B-2 Spirit

F-15E Strike Eagle

F-16 Fighting Falcon

Tornado التابعة لحلف الناتو

ومن المتوقع أيضاً أن تعمل مع قاذفة القنابل المستقبلية B-21 Raider.

4. الخصائص الفنية:

الوزن: حوالي 374 كيلوجرامًا.

الطول: حوالي 3.6 متر.

القطر: حوالي 33 سم.

الدقة: أقل من 30 مترًا بفضل نظام التوجيه المدمج.

5. الأهداف الاستراتيجية:

تُستخدم القنبلة B61-12 لتحقيق أهداف تكتيكية واستراتيجية، منها:

تدمير المنشآت العسكرية تحت الأرض.

توفير قوة ردع مرنة منخفضة العتبة النووية في حال اندلاع نزاع.

تعزيز قدرة الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو على الردع في ظل تصاعد التهديدات النووية من الدول المنافسة مثل روسيا والصين.

6. مقارنة مع الإصدارات السابقة:

B61-3 وB61-4: تمتلك هذه النسخ قدرات محدودة مقارنة بـ B61-12، حيث لا تحتوي على نظام توجيه ذكي.

B61-7: كانت مصممة لتوفير قوة تفجيرية أعلى ولكن مع دقة أقل.

B61-12: تدمج بين الدقة العالية والقوة القابلة للتعديل، مما يجعلها البديل الأمثل في معظم المهام.

7. الجدل حول B61-12:

أثار تطوير القنبلة B61-12 الكثير من الجدل لأسباب مختلفة:

التكلفة العالية: وصلت تكلفة برنامج التحديث إلى حوالي 10 مليارات دولار، مما أثار انتقادات داخل الكونغرس الأمريكي.

السباق النووي: يرى بعض الخبراء أن تحديث الترسانة النووية سيؤدي إلى سباق تسلح نووي جديد مع روسيا والصين.

الأثر الاستراتيجي: بفضل دقتها وقوتها التفجيرية القابلة للتعديل، يمكن استخدامها في مهام تكتيكية، مما قد يخفض من عتبة استخدام السلاح النووي في النزاعات المستقبلية.

الانتقال إلى B61-13

بعد الانتهاء من إنتاج القنبلة B61-12، تعتزم الإدارة الوطنية للأمن النووي البدء في إنتاج جيل جديد من القنابل النووية، وهو B61-13، الذي من المتوقع أن يتضمن تحسينات إضافية من حيث الأمان والكفاءة. يشير هذا التطور إلى التزام الولايات المتحدة بالحفاظ على تفوقها في مجال الردع النووي في ظل التحديات الجيوسياسية المتزايدة.

الخلاصة

يعكس تحديث القنابل B61-12 استمرار سعي الولايات المتحدة إلى تحديث ترسانتها النووية للحفاظ على الردع الاستراتيجي. كما يعكس هذا البرنامج التعاون المستمر بين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في مواجهة التهديدات النووية المتوقعة في العقود المقبلة. ومع الانتقال إلى إنتاج القنبلة B61-13، من المرجح أن يشهد العالم تطوراً نوعياً في سباق التسلح النووي، مما يستدعي جهوداً دبلوماسية دولية للتعامل مع التحديات التي قد تترتب على ذلك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى