تحت المجهر

من هو جوزيف عون المرشح الأبرز لرئاسة الجمهورية؟

بقلم تادي عواد –

العماد جوزيف عون، قائد الجيش اللبناني منذ عام 2017، يُعد أحد أبرز الشخصيات العسكرية في البلاد. في فترة مليئة بالتحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية، تمكن من الحفاظ على استقرار الجيش اللبناني وتعزيز دوره كمؤسسة وطنية مستقلة، مما جعله محل اهتمام داخلي وخارجي كمرشح محتمل لرئاسة الجمهورية اللبنانية.

السيرة الذاتية:

الولادة والنشأة:
ولد جوزيف خليل عون في 10 كانون الثاني 1964 في بلدة العيشية بجنوب لبنان.

التعليم:
حاصل على إجازة في العلوم السياسية واختصاص في الشؤون الدولية، إضافة إلى إجازة جامعية في العلوم العسكرية. يتقن اللغتين الفرنسية والإنجليزية.

التحاق بالجيش:
تطوع في الجيش اللبناني عام 1983 وتدرج في الرتب حتى أصبح قائدًا للجيش في 8 آذار 2017.

المسيرة العسكرية:

خدم في وحدات قتالية عدة، منها فوج المغاوير ولواء المشاة التاسع.

قاد لواء المشاة التاسع ولعب دورًا مهمًا في العمليات العسكرية بمنطقة عرسال ضد التنظيمات المسلحة.

قاد عملية “فجر الجرود” عام 2017، التي أفضت إلى تحرير المناطق الحدودية من سيطرة تنظيم “داعش”.

المواقف السياسية:

يلتزم العماد جوزيف عون بمبدأ الحياد السياسي، حيث رفض مرارًا تدخل القوى السياسية في شؤون الجيش، مؤكدًا أن الجيش يجب أن يظل مؤسسة وطنية جامعة.

خلال احتجاجات تشرين الأول 2019، اتخذ موقفًا داعمًا لحق المواطنين في التظاهر السلمي، رافضًا استخدام القوة المفرطة لقمعهم، مما أكسبه تقديرًا شعبيًا واسعًا.

يُعرف عنه تمسكه باستقلالية الجيش ورفضه لأي تدخل خارجي أو داخلي في قراراته العسكرية.

الخلاف مع التيار الوطني الحر:

بدأ الخلاف بين العماد جوزيف عون و”التيار الوطني الحر” مع رفضه التدخلات السياسية في شؤون الجيش، خاصة محاولات جبران باسيل فرض نفوذه على المؤسسة العسكرية.

تفاقم التوتر بعد رفض قائد الجيش استخدام القوة ضد المتظاهرين خلال احتجاجات 2019، وهو ما كان مطلبًا من قبل التيار الوطني الحر والرئيس السابق ميشال عون.

مع طرح اسم العماد جوزيف عون كمرشح محتمل لرئاسة الجمهورية، ازداد التوتر، حيث يعتبر جبران باسيل هذا الترشيح تهديدًا لطموحاته السياسية.

في كانون الأول 2023، عارض التيار التمديد لولاية العماد جوزيف عون، وقدم طعنًا قضائيًا ضده.

الأدوار التي لعبها خلال الأزمات:

1. عملية فجر الجرود:
قاد الجيش في معركة حاسمة ضد الإرهاب، مؤكدًا قدرة الجيش اللبناني على حماية البلاد دون الحاجة إلى تدخلات خارجية.

2. التعامل مع الأزمة الاقتصادية:
نجح في تأمين مساعدات دولية للجيش اللبناني، مما ساعد في الحفاظ على جهوزية القوات المسلحة رغم الأزمة المالية الخانقة.

3. الحفاظ على الأمن خلال الاحتجاجات:
لعب الجيش تحت قيادته دورًا محوريًا في الحفاظ على الأمن والاستقرار خلال فترات الاحتجاجات الشعبية، مع الالتزام بعدم قمع المتظاهرين.

4. مواجهة التحديات الأمنية الداخلية: أشرف على عمليات حفظ الأمن في مناطق متعددة، بما في ذلك أحداث الطيونة، حيث أكد على ضرورة التصدي لأي محاولة لافتعال الفتن، مما ساهم في منع تفاقم الأوضاع الأمنية.

الترشح لرئاسة الجمهورية:

رغم تصريحاته بعدم الاهتمام بمنصب الرئاسة، يُعتبر العماد جوزيف عون مرشحًا محتملًا يحظى بدعم قوى محلية ودولية، مثل الولايات المتحدة وفرنسا وقطر.

يُنظر إليه كخيار توافقي قادر على كسر الجمود السياسي في لبنان، بفضل مواقفه المستقلة وشخصيته التي تجمع بين الحزم العسكري والمرونة السياسية.

يُعتبر العماد جوزيف عون شخصية عسكرية محترفة، نجح في الحفاظ على تماسك الجيش اللبناني واستقلاليته عن التجاذبات السياسية، ولعب أدوارًا محورية في حماية استقرار البلاد خلال فترات الأزمات. حيث استطاع الحفاظ على الجيش كركيزة أساسية للاستقرار في بلد يعاني من انقسامات عميقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى