رأي حر

إلى قاسم جابر

بقلم عمر سعيد

يا قاسم..

يريدون أن يختصروا الحياة بعصًا، وبندقية وقبر وشتيمة.

يريدون أن يُفهمونا بأن الضحك من المحرمات، وأن لا شيء حلال ومقدس كالصرامي التي يقذفوننا بها.
لكنهم وللأسف لا يعرفون أن النكتة أسرع من صوت الطلقة، وأن الضحك أحرق من كل الرصاص.

لا تغضب يا صديقي.. لئلا ينالوا من عقلك الذي يقلنا في سفينتك الضحك من كل شاهدين اثنين، لينقذنا من طوفانهم الخراب.

لا تغضب لئلا يصبح العالم كخُطب ساستهم المملة والمسجلة في أركان الخوف والاختباء. تلك التي تتفجر تهديدًا وحقدًا على الساخرين من زحمة الغبار في الطريق إلى القدس.

صدقني يا قاسم، لا بكاء أصدق من الضحك في أعقاب الهزائم.

أنت يا قاسم، صوتنا الموجوع حد الضحك في زمن الانتصارات والركام وشتم الأهل والوطن.

أنت يا قاسم، دمنا المسفوح سخرية على حد قوانين أولئك المتعطشين لطغيان.

أنت سخريتنا الواضحة والمعلنة جهرًا. نلون بها ما تبقى من بيوتنا، لنميزها ونحن عائدون من النزوح بفراش ووسادة، ما ظل غيرها لنا في شتاء هذا الوطن.
فنكت لنا، وبنا، وعلينا، ولا تنهزم تحت سياط الجلادين، وأضحكنا.. لأننا نستحق أن نضحك، فنحن الحكاية والمسرح والجمهور والوطن.

وكما قلتُ سابقًا:

لأول مرة في التاريخ يصنعون الطوفان، ولا يصنعون سفينة للنجاة.

عمر سعيد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى