دفاع وأمن

الوحدة 8200 الإسرائيلية.. التي لعبت دوراً أساسياً في الحرب على لبنان

تُعتبر الوحدة 8200 واحدة من أهم وحدات الاستخبارات في جيش الدفاع الإسرائيلي، وتُعرف أيضاً بوحدة SIGINT (استخبارات الإشارة). وقد لعبت دوراً محورياً في الحروب الأخيرة لإسرائيل، سواء في قطاع غزة أو في لبنان. تمثل هذه الوحدة العمود الفقري لأنشطة الاستخبارات الإلكترونية لإسرائيل، حيث تضطلع بدور رئيسي في جمع وتحليل البيانات المتعلقة بالإشارات، بما في ذلك التجسس الإلكتروني وفك الشفرات.

تأسست الوحدة 8200 منذ عقود كجزء من الهيكل التنظيمي للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، وتُصنَّف كواحدة من أكبر وأهم وحدات الاستخبارات التكنولوجية في العالم. تشارك الوحدة في جمع وتحليل المعلومات من مختلف المصادر الإلكترونية، مثل الاتصالات الهاتفية، البريد الإلكتروني، والشبكات الاجتماعية.

المهام الأساسية للوحدة 8200

تشمل المهام الرئيسية للوحدة 8200 ما يلي:

1. التجسس الإلكتروني: مراقبة وجمع البيانات من “الأعداء” المفترضين لإسرائيل، بما في ذلك الحكومات، الجماعات المسلحة، والأفراد.

2. فك الشفرات: تطوير قدرات متقدمة لتحليل البيانات المحمية وفك الاتصالات المشفرة.

3. التنصت والتعقب: تتبع المكالمات الهاتفية والاتصالات اللاسلكية.

4. الحرب الإلكترونية: التدخل في شبكات الاتصالات الخاصة بالخصوم لإضعاف قدراتهم.

5. الأمن السيبراني: حماية البنية التحتية الإسرائيلية الحساسة من الهجمات الإلكترونية.

المهمات والأدوار التي لعبتها

الوحدة 8200 لعبت دوراً أساسياً في الحرب الإلكترونية ضد المشروع النووي الإيراني، وأسهمت في تطوير فيروس «ستوكسنت»، الذي استهدف عام 2009 المنظومات المحوسبة التي تتحكم في أجهزة الطرد المركزية المسؤولة عن تخصيب اليورانيوم في المنشآت النووية الإيرانية، مما أدى إلى تعطيلها.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز في مارس 2024، أنه تم استخدام برامج Corsight AI الإسرائيلية و”جوجل صور” في التعرف على الوجه بواسطة الوحدة 8200 لمراقبة الفلسطينيين في غزة وسط الحرب الفلسطينية الإسرائيلية إثر طوفان الأقصى. وقال ضباط المخابرات للتايمز إن الوحدة تقوم بتحميل قواعد بيانات الوجوه المعروفة إلى الخدمة وتستخدم وظائف البحث الخاصة بها لتحديد هوية الأفراد.

التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي

تعتمد الوحدة 8200 على أحدث التقنيات في مجالي الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، مع استثمار كبير في تدريب أفرادها. تجتذب الوحدة المواهب الشابة البارزة في مجالات البرمجة، الهندسة، والتشفير، وتوفر لهم تدريباً مكثفاً لصقل مهاراتهم.

الدور العالمي

بعد انتهاء فترة خدمتهم العسكرية، ينتقل العديد من خريجي الوحدة 8200 للعمل في شركات تكنولوجية عالمية أو تأسيس شركات ناشئة، مما يعزز الابتكار في قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي.

الخاتمة

تُعد الوحدة 8200 من أبرز المؤسسات الاستخباراتية في إسرائيل، حيث تمتلك أحدث التقنيات في مجالات الاستخبارات الإلكترونية. ومع استمرار تطور التكنولوجيا، يُتوقع أن تحتفظ الوحدة بمكانتها كأحد اللاعبين الرئيسيين في مشهد الاستخبارات العالمي.

بقلم تادي عواد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى