صح النوم، جنرال!
عندما يطلّ ميشال عون بتصريح يدعو فيه إلى تسليم السلاح للشرعية، متذرعاً بأن “ما من بلد يعيش بشرعيتين”، يتبادر إلى الأذهان سؤال واحد: “صح النوم، يا جنرال!”. أين كانت هذه الدعوات يوم كنت على رأس الجمهورية؟ يوم كنت تمسك بزمام السلطة مدعوماً بأكبر كتلة نيابية ووزارات سيادية؟ ألم يكن لبنان حينها يعاني من ازدواجية الشرعية ذاتها التي تهاجمها اليوم؟
هل نسيت يا جنرال يوم استُشهد الطيار في الجيش اللبناني، سامر حنا؟ يومها هاجمت الجيش نفسه دفاعاً عن القتلة، قائلاً: “ماذا كان يفعل الجيش فوق سجد؟”. أليس سجد أرضاً لبنانية؟ أم أن شهوة السلطة أعمَت بصيرتك يومها وجعلتك تُبرر ما لا يُبرر؟
كيف تكتشف اليوم فقط أن ازدواجية الشرعية تقسم البلاد؟ ألم تكن أنت أحد أكبر داعمي السلاح غير الشرعي؟ ألم توفر له الغطاء السياسي والدستوري تحت راية “المقاومة”؟ لماذا لم تدعُ إلى تسليم السلاح للشرعية حين كنت في موقع القرار؟ أليس هذا السلاح نفسه هو الذي عمّق الانقسامات وأدخل البلاد في أزمات متتالية؟
أما حديثك عن “الوحدة الوطنية”، فلا يتجاوز كونه كلمات جوفاء. هل كنت حقاً تؤمن بالوحدة الوطنية حين وفّرت الحماية لسياسات السلاح المزدوج وشرّعت الانقسام السياسي والاجتماعي؟ أم أن خطابك اليوم محاولة لإلقاء اللوم على الآخرين والتبرؤ من مسؤوليتك؟
تعيش وتفيق، جنرال. الشعب اللبناني لم ينسَ تاريخك السياسي الحافل بالتناقضات. أفعال الأمس لا تُمحى بخطابات اليوم، والتاريخ لا يُكتب بالشعارات بل بالإنجازات. إذا أردت الحديث عن الشرعية والوحدة الوطنية، فابدأ بمراجعة أخطائك خلال فترة حكمك، لأن الحساب الشعبي لا يزال مفتوحاً، ولن يُغلق بخطاب آخر على منابر السياسة.
بقلم تادي عواد