لبنان بين مطرقة حزب الله وسندان الواقع… خيار التغيير أو الدمار
بقلم تادي عواد
يبدو أن حزب الله ما زال مستمرًا في تجاهل الواقع اللبناني والتغييرات الإقليمية، مراهِنًا على فرض رئيس جمهورية من حلفائه، في استمرارية لنهج قائم على الهيمنة على القرار السياسي بأي ثمن. الخطة التي نسقها وفيق صفا مع جبران باسيل تحت شعار “رئيس توافقي” لا تعدو كونها محاولة مكشوفة لإضفاء شرعية وهمية على مشروع الحزب، الذي كان عاملًا رئيسيًا في تدمير لبنان.
إن هذه الخطوات لا تنفصل عن سياسات الحزب التي دفعت البلاد نحو الانهيار الاقتصادي والمالي. فقد انشغل حزب الله في معاركه الإقليمية وأجنداته السياسية الخاصة على حساب مصلحة الدولة اللبنانية وشعبها. وبدلًا من التعلم من الأزمات التي تسبّب بها، يصرّ على الاستمرار في نهجه المدمر، مهددًا ما تبقى من مؤسسات الدولة.
اليوم، يواجه الحزب تحديات غير مسبوقة، داخليًا وخارجيًا. فداخليًا، تزايدت النقمة الشعبية ضده بسبب الأزمة الاقتصادية والسياسية الخانقة. أما خارجيًا، فيتعرض لضغوط دولية متزايدة، سواء من خلال العقوبات أو تضاؤل الدعم الإقليمي، خصوصًا بعد سقوط حليفه بشار الأسد.
الحل لن يكون سهلًا، لكنه يتطلب إرادة وطنية جامعة تتجاوز الانقسامات الطائفية، وتضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار. كما يستدعي ضغطًا دوليًا مستمرًا لإجبار الحزب على تغيير نهجه. وفي النهاية، يبقى الأمل معقودًا على وعي الشعب اللبناني في الانتخابات النيابية القادمة، الذي أثبت في محطات عدة قدرته على التغيير عندما تتوفر الإرادة.
حزب الله اليوم أمام مفترق طرق: إما أن يعيد حساباته ويندمج في مشروع وطني شامل، أو يواصل سياساته الحالية، التي ستقوده ومعه لبنان إلى مصير مأساوي لا مفر منه.