إلى روح الشهيد مازن حمادة
(مازن قضى في صيدنايا, لأنه وثق شهاداته ضد نظام الأسد في العالم، فقد عاد من هولندا بعد عفو عام، ليموت في السجون)
يا مازن
رسمتُ في طفولتي وجهًا حزيناً.
رأيته مرة على بطاقات المسارح.
كبرتُ يا مازن، ودرست المسرح، وظل ذلك الوجه يطاردني في العروض.
لوّنتُ وجهي به في أكثر من عرض. ظننت أنه مجرد طلاء.
أضحكت به الناس كثيرًا.
وجه ارتديته لأنشد التصفيق.
لكنني يا مازن، ما كنت أعلم أنه وجهك الرقيق.
صنعوه لك في عتمة السجون.
سلخوا وجهك الذي حملته من أمك، وأخاطوا لك وجهًا، يراكم الدموع.. يراكم الوجع.
يا مازن، إياك أن تخلعه بعد الممات. أبقه حيث هو، وامشي إلى الله.
فتش عنه، واطرق بابه. حذاري أن تمل الانتظار.
دعه يراه، ثم قل له: تأمل يا رب. .. أخاف ألا تعرفني.. هذا أنا مازن.
لا تصفح عن أحد.. لا تكن إله.. ابق بشرًا يا مازن. نحتاجك إنسان.
احتفظ بوجهك.. وساحتفظ بصورتك.. أريد ألا ننسى ما فعل الطغاة.
أبكيتني يا مازن.
لروحك السلام.
عمر سعيد