من هنا وهناك

وينك يا ساروت تشوف..

“وينك يا ساروت تشوف؟” – شعار أطلقه مقاتلو المعارضة السورية عند اقترابهم من تحرير مدينة حمص

في قلب الثورة السورية، كان مصطفى الساروت رمزًا للشجاعة والصمود، وتحول إلى أحد الأيقونات الثورية التي شكلت هوية المقاومة الشعبية في وجه النظام السوري. كان الساروت، الحارس السابق للمنتخب السوري للشباب، أحد أبرز الشخصيات التي بدأت مسيرتها في شوارع حمص، حيث انطلق مع بداية الثورة عام 2011 في مقدمة المظاهرات، يحمل صوته وأغانيه الحماسية التي كانت تشعل الحماسة في نفوس المتظاهرين، ما جعله يلقب بـ”منشد الثورة”.

وُلد مصطفى الساروت في مدينة حمص عام 1989، وكان يشتهر بمهاراته الرياضية في كرة القدم، خصوصًا في مركز حارس المرمى. لكن مع اندلاع الثورة السورية في مارس 2011، تحولت مسيرته الرياضية إلى مسار آخر، حيث شارك في الحراك الشعبي ضد النظام السوري. وأصبح الساروت صوتًا مميزًا في المظاهرات، حيث كان يغني الأناشيد التي تبث روح الثورة والتحدي في نفوس السوريين.

تأثرت مسيرة الساروت بشدة جراء القمع العنيف من قبل النظام السوري، لكن بدلاً من أن يثني ذلك عزيمته، قرر الانخراط في صفوف المعارضة المسلحة، حيث أصبح قائدًا ميدانيًا في الجيش السوري الحر. شارك في العديد من المعارك ضد قوات النظام في مناطق مختلفة، خصوصًا في مدينة حمص التي كانت تعاني من حصار عنيف.

عندما بدأ مقاتلو المعارضة السورية في الاقتراب من تحرير مدينة حمص، وهو ما كان يبدو كخطوة حاسمة نحو استعادة المدينة من قبضة النظام، كان الشعار “وينك يا ساروت تشوف؟” أحد أبرز ما رفعه الثوار. هذا الشعار لم يكن مجرد تعبير عن الاشتياق لغياب الساروت، بل كان أيضًا استحضارًا لذكراه وتخليدًا لدوره في الثورة السورية. كان الساروت في نظر الثوار رمزًا للأمل والحرية، وقد توفي في يونيو 2019 خلال معارك ريف حماة ضد النظام السوري، ليترك وراءه فراغًا عاطفيًا كبيرًا في صفوف الثورة.

يبقى مصطفى الساروت واحدًا من أبطال الثورة السورية الذين ارتبطت أسماؤهم بكل ما هو نضال وصمود في وجه القمع. وعندما يردد مقاتلو المعارضة شعار “وينك يا ساروت تشوف؟” فهم لا يقتصرون على تذكره فحسب، بل يشيرون إلى استمرار الثورة التي كان الساروت جزءًا منها، ويؤكدون أن تضحياته لن تُنسى، وأن درب الحرية لا يزال مستمرًا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى