بعد سقوط 1500 قتيل بينهما ..”حزب الله” و “أمل” ثنائي شيعي حذر
سوسن مهنا – اندبندنت عربية
كيف تحول مسار حركة “أمل” و”حزب الله” من العداوة إلى التحالف وصولاً إلى حد “التماهي”؟
غالباً ما تشير وسائل الإعلام عند الحديث عن “حزب الله” وحركة “أمل” إلى تعبير “الثنائي الشيعي”، لكن هذا التعبير قد يكون فضفاضاً لأنه يختزل كل الطائفة الشيعية ضمن هذا “الثنائي”، كما أن هذا الوصف حديث نسبياً.
ذلك أن هذين الحزبين كانا في ثمانينيات القرن الماضي أعداء، بل إن معارك عنيفة وقعت ودماء سالت في اقتتالهما على خلفية مقاربتهما للوجود الفلسطيني في لبنان، ودعم توجه جيش النظام السوري في تلك المرحلة بعدما بدأ بعمليات عسكرية لتحجيم النفوذ الفلسطيني على الأراضي اللبنانية.
حركة “أمل” أو “حركة المحرومين”
تأسست حركة “أمل” على يد موسى الصدر في السادس من يوليو (تموز) عام 1974 بالتعاون مع رئيس مجلس النواب السابق النائب حسين الحسيني لتكون الجناح المسلح لـ “حركة المحرومين”، وهي حركة إصلاحية قامت أساساً لدعم قضايا الشيعة في لبنان، وبخاصة شيعة الجنوب، في إطار تنمية مناطقهم التي كان يغلب عليها طابع الحرمان والفقر، بخاصة أن تلك المناطق كان عرضة للدمار بسبب الصراع المسلح مع إسرائيل لقربها الجغرافي من الحدود، ولتمثيلهم في الدولة اللبنانية بشكل متكافئ مع باقي الطوائف، ومنها نشأت “أمل” أو “أفواج المقاومة اللبنانية”.
ومع نشوب الحرب الأهلية في عام 1975 رفض الصدر توريط “الحركة” في تلك الحرب، ووفقاً لـ “مركز موسى الصدر للأبحاث والدراسات” فقد لعب الصدر دوراً مهماً في رفض اندلاع الحرب، إذ بادر من خلال اعتصام مسجد الصفا في منطقة رأس النبع غرب بيروت إلى بذل مساعٍ حميدة وجهود لدى مختلف الفرقاء لخنق الفتنة وتهدئة الوضع، موجهاً نداء عاماً في الـ 15 من أبريل (نيسان) عام 1975 حذر فيه “من مؤامرات العدو ومخططات الفتنة”، وداعياً اللبنانيين إلى “حفظ وطنهم وفي قلبه مكان للثورة الفلسطينية”، لكن ذلك الموقف خلق بيئة معارضة نسبياً له داخل الطائفة الشيعية، ودفع بكثير منهم إلى التوجه نحو حركات اليسار و”منظمة التحرير الفلسطينية” تحديداً، وما لبث أن أعاد اختفاء الصدر بعد سفره إلى ليبيا في عام 1978 “الحركة” إلى الواجهة”.
ثم أتت الثورة في إيران عام 1979 لتبرز “الحركة” بصفتها ممثلة للشيعة في لبنان، لكن المعارك ما لبثت أن وقعت بينها وبين فصائل حزبية يسارية بعد سنوات قليلة وتحديداً عام 1982.
نبيه بري
في عام 1980 استقال النائب حسين الحسيني من زعامة “أمل” ليخلفه المحامي نبيه بري الذي لا يزال على رأس الحركة حتى اليوم، وشارك بري خلال الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 في “هيئة الإنقاذ الوطني” التي شكلها رئيس الجمهورية السابق إلياس سركيس في مطلع شهر يونيو (حزيران) غداة الاجتياح، وتألفت حينها من رئيس الحكومة شفيق الوزان ووزير الخارجية فؤاد بطرس والنائب نصري معلوف والمحامي نبيه بري وقائد “القوات اللبنانية” آنذاك بشير الجميل، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، وكان ذلك الأمر سبباً في معارضة عدد من كوادر “أمل” لأن حزب “الكتائب اللبنانية” في ذلك الحين شجع برأيهم الاجتياح، وسيشكل بعض هؤلاء المعارضين “حزب الله” لاحقاً.
وما لبثت “الحركة” أن انغمست في تشعبات الحرب الأهلية وخاضت معارك ذات طابع مذهبي واعتمدت اسم حركة “أمل”.
“حزب الله” أبصر النور من رحم “أمل”
تشكل “حزب الله” تحت شعار “مقاومة الاحتلال” بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وبحسب الباحث والأستاذ الجامعي وضاح شرارة فقد “تبنت النواة التي شكلت ’حزب الله‘ نقد الصدر، لا بل اعتبرته وجماعته يزيديين، نسبة ليزيد بن معاوية، يقبلون بلبنان حتى لو كان ما يعرضه لبنان على الشيعة هو عبارة عن وظائف في الكازينو، فكتبوا أكثر من مرة واتهموا الصدر بإضعاف التعليم الديني عند الشيعة، وأولى ممارساتهم كانت إنشاء الحوزات وأبرزها حوزة فضل الله وحوزة الرسول الأكرم، حيث كان الأمين العام الحالي لـ ’حزب الله‘ حسن نصرالله يدرس، وحوزة علي الأمين”.
ويتابع شرارة أنه بعد اختفاء الصدر “بدأ الإعداد لمرحلة جديدة عند الشيعة مغايرة تماماً لما قال به الصدر، ولكنها بشكل أو آخر استفادت كثيراً مما فعله الرجل لدى الشيعة، فكان ظهور ’حزب الله‘ للمرة الأولى كتنظيم عام 1982”.
ويضيف الباحث اللبناني أن “الموقع الذي احتله موسى الصدر في وجهته الأساس لا يفترض أن يلتقي بـ ’حزب الله‘ وانشقاق ’أمل‘ الأول حصل باسم موسى الصدر، على رغم أنه بين عامي 1978 و1980 عندما خلف حسين الحسيني نبيه بري، كانت الانتقادات الداخلية لـ ’أمل‘ بسبب أن توجه بري اعتُبر بداية مخالفاً لتوجه الصدر”.
ويقول الكاتب اللبناني محمد أبي سمرا إن “هذه العوامل أدت إلى نشأة ’حركة أمل‘ ككيان شيعي خالص، ولِد ’حزب الله‘ من رحمها في رعاية سيدين هما الحرس الثوري الإيراني الخميني ونظام الأسد السوري، وعمل تحت لواء مقاومة الاحتلال الإسرائيلي في لبنان، وتستمر حتى يومنا هذا وغيرت مصير لبنان”.
الحركة والحزب
“حرب الأخوة”
“حرب الأخوة” مصطلح يطلق على فترة الصراعات المسلحة العنيفة التي دارت بين “أمل” و”حزب الله” خلال المراحل الأخيرة من الحرب الأهلية، إذ بدأ الصراع بينهما في مارس (آذار) عام 1988 وتحول إلى مواجهات عسكرية عنيفة في الخامس من أبريل من العام نفسه، ليمتد على ثلاث مراحل مُتقطعة خلال الأعوام الثلاثة التي تلت، على خلفية دعم “أمل” لعمليات جيش النظام السوري العسكرية عام 1976 داخل المخيمات الفلسطينية، إضافة إلى بعض الفصائل الفلسطينية المدعومة من سوريا ضد قوات “فتح” الموالية لياسر عرفات في محاولة لتحجيم نفوذه في لبنان حينها، وتوقفت كلياً في أكتوبر (تشرين الأول) عام 1990 إثر توقيع اتفاق سلام بين الجانبين رعته سوريا وإيران بصفتهما الدولتين الراعيتين والداعمتين لطرفي النزاع، إذ كانت هاتان الدولتان سبباً جوهرياً في نشوب الصراع بين التنظيمين بسبب نزاعاتهما حينها.
ويقسم الكاتب محمد أبي سمرا تلك الحقب إلى ثلاث، ويقول إنه “في مسار التشيع السياسي والعسكري في لبنان لدينا حقبة تأسيس موسى الصدر تياراً سياسياً شيعياً شعبياً واسعاً عُرف عام 1974 بحركة المحرومين، ثم حقبة حرب العامين الأهلية في لبنان (1975-1976) التي امتدت حتى عام 1982 وشهدت اغتيال زعيم الحركة الوطنية اللبنانية كمال جنبلاط في مارس عام 1977، وخطف موسى الصدر وتغييبه في أغسطس (آب) 1978، وتحول ’أمل‘ إلى منظمة أهلية عسكرية، وحقبة نشوء الحركة الإسلامية الخمينية في الثمانينات وتجذرها داخل حركة ’أمل‘ وخارجها في البيئة الشيعية، وسرعان ما تحولت تلك الحركة حزباً سرياً هو ’حزب الله‘ فنشبت بينه وبين حركة ’أمل‘ حرب أهلية شيعية طاحنة أدت إلى احتكار الحزب الخميني مقاومة الاحتلال الإسرائيلي للجنوب اللبناني والسيطرة على الطائفة الشيعية، إضافة إلى القرار السياسي والأمني في لبنان”.
1500 قتيل في المعارك بين التنظيمين
يمكن وصف المرحلة الممتدة بين عام 1982 وعام 1989، أي تاريخ توقيع “اتفاق الطائف”، مرحلة تثبيت “حزب الله” نفوذه العسكري في لبنان من الجنوب وامتداداً إلى الضاحية الجنوبية وصولاً حتى البقاع، ويقول الكاتب والسياسي وضاح شرارة، وله كتاب “دولة حزب الله” عام 1998، أنه “بين عامي 1985 و1990 تقريباً أدت حروب المخيمات المتتالية، إن كان في بيروت أو طرابلس أو الجنوب، إلى مقتل معظم العناصر العسكرية الفاعلة في حركة ’أمل‘ وسقط نحو 1500 قتيل في هذه الحروب، وقُتلت العناصر التي كان لها وزن عسكري في أمل مثل داود داود في مدينة صور”.
ويعتبر شرارة أن “محاصرة الحركات الإسلامية في طرابلس وتحجيم وتصفية الشيوعيين كانت له صلة بتنظيف الأرض لـ ’حزب الله‘ والتنازل الضخم الذي قدمه السوريون له هو أنهم لم يتدخلوا في سياسته وعمله، باستثناء بعض الخطط الثأرية الصغيرة مثل حادثة ثكنة فتح الله”، (كانت المقر الرئيس لـ ’حزب الله‘ وتعرضت لهجوم من قبل القوات السورية في الـ 25 من فبراير (شباط) عام 1987، رداً على دعم الحزب للفصائل الفلسطينية في حرب المخيمات ضد ’أمل‘).
“لعبة توزيع الأدوار”
انتهت “حرب الأشقاء” باتفاق وقّع في دمشق برعاية سورية إيرانية في يناير (كانون الثاني) عام 1989 تحت سقف، وفقاً لأستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الشيخ صادق النابلسي، “إيجاد صيغة تتساكن فيها حركة ’أمل‘ مع أفضلية استحواذ ’حزب الله‘ على إدارة العملية القتالية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وفي مقابل تساكن الحزب مع أفضلية لـ ’أمل‘ في استحواذها على إدارة العملية السياسية الداخلية في أنساقها المؤسساتية والخدماتية، وفي علاقات الطائفة الشيعية مع الدولة والطوائف الأخرى وما تتيحه دواعي التواصل والمخاطبة مع الخارج”.
ويتابع النابلسي أنه “عندما نشبت حرب عام 2006 أتقن نصر الله وبري لعبة توزيع الأدوار وصياغة توازن إدارة التجاذبات المحلية والخارجية”.
مرحلة السلم الأهلي
في الـ 30 من سبتمبر (أيلول) عام 1989 وُقّع “اتفاق الطائف” أو وثيقة “الوفاق الوطني اللبناني” التي أنهت الحرب بين الأطراف والقوى اللبنانية المتحاربة آنذاك، فدعم رئيس “أمل” نبيه بري الاتفاق وعُيّن وزيراً للمرة الثالثة من عام 1989 وحتى عام 1992، ومن ثم انتخب رئيساً لمجلس النواب عام 1992 في أول انتخابات نيابية تجري منذ عام 1972، وهو مستمر في ذلك المنصب حتى اليوم. وفي عام 2005 وبعد الانسحاب السوري من لبنان انضمت حركة “أمل” و”حزب الله” إلى الحكومة اللبنانية، ومن ثم خاض “الثنائي الشيعي” متحالفاً الانتخابات النيابية التي جرت في يونيو 2009.
تحالف آني أم عقائدي بنيوي؟
بعد الانتخابات التشريعية عام 2018 قال نصرالله إن نتائج الانتخابات التشريعية التي حققها حزبه مع “القوى الحليفة والصديقة تشكل انتصاراً كبيراً لخيار المقاومة في لبنان”، إذ حصد الثنائي حينها 27 مقعداً من أصل 128، وخلال الانتخابات الأخيرة عام 2022 تفوق الحزب نسبياً على حليفه الشيعي، ووفقاً لمراقبين فإن ذلك سيدفع “الثنائي” إلى تأجيل أي استحقاق انتخابي كي لا يبرز ذلك التباين والتفوق على السطح منعاً للاحتكاك وبروز ندوب الماضي مجدداً، ومن هنا جاء تأجيل انتخابات المجالس البلدية للأسباب نفسها، إذ لا يرتاح “الثنائي” إلى إجرائها حالياً تلافياً لنتائج غير مرغوب فيها في بعض البلدات الجنوبية التي أبانت انقسامات من بعد انتفاضة الـ 17 من أكتوبر عام 2019 الشعبية، إذ ارتفع منسوب التوتر بين أنصار التنظيمين، إضافة إلى الخلافات داخل البيت الحركي الواحد على خلفيات شخصية وانتخابية وغيرها.
تحدثت “اندبندنت عربية” مع شبان من بيئة “حزب الله” فتلمست أن “شبان الحزب” يشعرون بالتفوق على أقرانهم من “الحركة” وإن لم يعبروا عن ذلك علانية، ويعتبر بعضهم أن “أمل” هي من تتمسك بالشراكة وأن “الحزب يتنازل” عنها عبر تعبير “الثنائية”، لأنه بميزان القوى العسكري والشعبي يعتبر الآن متقدماً بأشواط عن موقع “الحركة” لبنانياً وعربياً وإقليمياً، وتتلمس خلال محاورتك لبعضهم أنهم لا يثقون بالكامل بأنصار الحركة، لأن تحالفهم بالنسبة إليهم ليس مبنياً على قناعة عقائدية متينة، بل بسبب مصالح آنية لـ “أمل”، وقد يتخلى عنهم “الأستاذ” (لقب نبيه بري) إذا مالت كفة التسويات الدولية.
نبيه بري وستالين ونصف البشرية
ضعف الدولة وتصدعها يؤدي لتراجع حركة “أمل” شيعياً لمصلحة “حزب الله”
استطلعت “اندبندنت عربية” آراء بعض الكتاب والباحثين الذين ينتمون إلى الطائفة الشيعية، وهم ذو توجهات ووجهات نظر مختلفة، وكان السؤال حول أبرز التباينات السياسية بين الحزب والحركة؟ وكيف يفسر نيل “حزب الله” أصواتاً أكثر من “الحركة” خلال الانتخابات الأخيرة 2022؟ وما الذي قد يفجر الخلاف بينهما من جديد؟
يشير الكاتب والصحافي علي الأمين إلى أنه “يمكن القول بثقة اليوم إن حركة ’أمل‘ تلتزم بولاية ’حزب الله‘ وتترجم الأحادية الشيعية بتخليها عن التمايزات الجوهرية مع الحزب لمصلحة جملة منافع في الدولة، أي المنافع في مقابل الولاء الإستراتيجي لإيران”، ويذهب الأمين إلى أن “أبرز التمايزات تكمن في أن ’أمل‘ حركة لبنانية ومساحة نشاطها لبنانية، بينما ’حزب الله‘ يرفض أن يكون حزباً لبنانياً خالصاً، لذا يرفض أن يتقدم بعلم وخبر لوزارة الداخلية اللبنانية التي تلزمه نظرياً بموجبات الدستور والقانون، وهو يرفض أن يسمي المقاومة الإسلامية اللبنانية، بل يصر على تسمية فصيله المقاومة الإسلامية في لبنان”.
ومن أبرز التباينات وفقاً للأمين أن “حركة ’أمل‘ لا تروج لولاية الفقيه ولا تحاربها، وتعلن التزامها بمرجعية النجف، بينما يعلن ’حزب الله‘ صراحة التزامه ولاية الفقيه”.
وزاد أن “الحزب بنى مؤسسات حزبية صحية وتربوية واقتصادية ومالية تُمول من إيران أو موارد أخرى، في حين أن الحركة لم تقم بذلك وإن بنت مؤسسات فهي قليلة وتعتاش من المال العام”، ومن هنا يرى الكاتب علي الأمين أنه “مع ضعف الدولة وتصدعها تتراجع حركة أمل شيعياً لمصلحة ’حزب الله‘”.
“إمكانات الحزب لا تقارن بإمكانات الحركة”
يقول الكاتب والباحث حسن الدر “إن العلاقة بين ثنائي حركة ’أمل‘ و ’حزب الله‘ بلغت مرحلة من التفاهم حد التماهي في مقاربة الملفات الإستراتيجية، مع الحفاظ على تباينات في بعض الملفات الداخلية التي لا تفسد للتحالف قضية”، متابعاً أن “هذا الترقي بالتكامل لم يأتِ صدفة وليس إيحاء أو فرضاً، بل جاء بعد مخاض خلافات جوهرية وصلت حد التصادم المباشر أواسط ثمانينيات القرن الماضي، لكن وحدة المسار والمصير والدم والبيئة الحاضنة فرضت سياقها الطبيعي، وحكمة قيادة طرفي الثنائي كرست ذلك المسار حتى وصل إلى ما نحن عليه اليوم”.
واعتبر أن “خصوم وأعداء الثنائي يحاولون إبراز ملامح الاختلاف بين الفريقين لزرع بذور الخلاف بينهما، فيذكّرون بمرحلة الخلاف المباشر ويضيئون على رؤية كل طرف وفهمه للبنان، والجميل أن حركة ’أمل‘ لا تخفي قراءتها للواقع اللبناني منذ نشأتها، وهذه القراءة مكتوبة في ميثاق الحركة المؤلف من سبعة بنود، و ’حزب الله‘ يفتخر بمراجعته وتطور نظرته التي لاقت الحركة عند رؤية الإمام موسى الصدر للبنان”.
ويقول في قراءة لأرقام الانتخابات النيابية ونيل “حزب الله” أصواتاً أكثر من “الحركة”، أن “ذلك عائد لعوامل وظروف كثيرة أبرزها إمكانات ’حزب الله‘ التي لا تقارن بإمكانات حركة ’أمل‘، لكن الأهم أن اتفاقاً بين القيادتين أرسى معادلة المناصفة بغض النظر عن الأرقام والأعداد، وذلك لعلم الطرفين بخصوصيات الآخر وفهم كل منهما لخطورة الخلاف الداخلي حول تفاصيل لا تقدم ولا تؤخر في صورة المشهد الكلي”.
وفي المقابل يرى الكاتب الصحافي قاسم قصير أن “العلاقة بين الحزب والحركة حالياً إستراتيجية، وهناك توافق كامل في كيفية مقاربة الملفات الداخلية والخارجية ولم يحصل هذا التحالف سابقاً”، مشيراً إلى أنه “كان هناك اختلاف في وجهات النظر بينهما على الصعيد الفكري والسياسي، ولكن حالياً تم تجاوز كل ذلك”.وعما قد يفجر الخلاف من جديد بينهما يجيب الكاتب قصير أنه “حالياً لا شيء، طالما هناك تفاهم إستراتيجي وتنسيق على قاعدة ما يحصل في الجنوب اليوم”.