لماذا يتشدّد الحزب في الرئاسة؟
في خضمّ الأزمة الرئاسية التي تعصف بلبنان، يبرز تعنّت حزب الله كقوّة سياسيّة و عسكريّة مهيمنة، محاولاً فرض أجندته الخاصّة و تأمين استمراريّة وجوده و سطوة سلاحه في الساحة اللبنانية. يسعى الحزب لضمان انتخاب رئيس جمهورية “يحمي ظهر المقاومة”، يعني أن يكون شخصيّة ضامنة لاستمراريّته و قدرته على التسلُّح.
تكمن خطورة تمسُّك الحزب بمرشّحه للرئاسة، في ظلّ الأحاديث المتصاعدة عن محاولة دمج قوّاته ضمن الجيش اللبناني، بما يُتيح له الحصول على شرعيّة قانونيّة داخل الدولة. هذا الدمج المحتمَل، الذي يعني تحويل الحزب إلى “حشد شعبي” آخر، لرغبة الحزب في تمتين موقفه و تحصين نفسه ضدّ الضغوط الداخليّة و الخارجيّة المتزايدة ضدّ وجوده المسلَّح.
التحدّي الذي يواجه لبنان ليس مجرّد أزمة رئاسة، بل هو صراع أعمق يتعلّق بمستقبل الدولة اللبنانية و سيادتها. يُعمِّق حزب الله الأزمات السياسية و الاقتصادية في البلاد لتعزيز موقعه، مراهناً على تعب الأطراف الأخرى حتى تقبل بمرشّحه الرئاسي، و بالتالي، تقبَل بوجوده كجزء لا يتجزّأ من نسيج الجيش الوطني اللبناني.
في هذا السياق، يجب على القِوى السياسية اللبنانية و المجتمع الدولي التعاون لإيجاد حلّ يحمي لبنان من الانزلاق إلى المزيد من الفوضى و يضمن استقلاله و استقراره. البديل عن ذلك يمكن أن يؤدّي إلى تدهور لا يمكن تصوُّره للوضع في لبنان، و الذي قد يكون له تداعيات خطيرة على الكيان اللبناني.