الرهان على الحرب خاطئ
يشارك مراقب إقليمي مخاوفه المتزايدة مؤخّراً، لاسيّما بعد التقارير التي تشير إلى اقتراب تحقيق هدنة طويلة الأمدّ في غزّة، و تأثير ذلك على المناوشات في جنوب لبنان. يعتقد المراقب أنّ حزب الله، الطرف المتضرّر، الذي تأثّرت سُمعته سلباً بسبب نتائج المعارك و فشله في الردّ بفعاليّة، قد يرى في استمرار الحرب فرصة لتجاوز أزمته و الإستجرار لقرار إيراني بغرض استعادة مكانته. من ناحية أخرى، يُنظر إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو على أنّه بحاجة إلى استمرار الصراع للحفاظ على تماسك الرأي العام الإسرائيلي و تمديد فترة حكمه، مستفيداً من التوتّرات على الجبهات المتعدِّدة.
يلاحظ المراقب أنّ سلوك حزب الله هو مقدّمة لجرّ لبنان إلى حرب شاملة، في ظلّ استعدادات إسرائيليّة تحضيراً لصراع طويل الأمد مع الحزب. المناوشات الأخيرة كشفت عن القدرة التدميرية لحزب الله، التي تظلّ محدودة مقارنةً بالإمكانات الهائلة الاستخباراتيّة و العسكرية الإسرائيلية. يثير المراقب تساؤلات حول استعداد حزب الله للدخول في حرب مع إسرائيل دون مراعاة الأوضاع الداخليّة الصعبة في لبنان و عدم قدرة الشعب اللبناني على تحمُّل تبعات حرب جديدة. الاعتماد على الدعم الإيراني يُعدّ رهاناً محفوفاً بالمخاطر؛ فإذا كانت إيران قد تخلّت عن دعم القضية الفلسطينية تحت الضغوط الأمريكية، فمن غير المرجّح أن يتغيّر الموقف حاليّاً بسبب المخاوف من أيّ إنقلاب داخلي قد يطيح بالنظام. بوجود القوّة الأمريكيّة في المنطقة و قدرتها على تقويض أيّ دور إيراني في النزاع، سيجد حزب الله نفسه معزولاً في المعركة مع إسرائيل، مدعوماً بأسلحة ذات جودة متواضعة مقارنةً بالأسلحة الغربية.
يختتم المراقب الإقليمي تحليله بالتأكيد على أنّ شهر رمضان قد يمثّل فرصة للسلام أو بداية لأزمة لن ينجو منها لبنان إذا لم يتّخذ حزب الله قرارات حكيمة. و يحذّر من أنّ أيّ صراع مُوسَّع مع الحزب قد يؤدّي إلى دمار أكبر ممّا شهدته غزّة، ممّا سيحوّل اللّبنانيين، و خصوصاً سكّان الجنوب، إلى لاجئين في بلدهم. يشير أيضاً إلى أنّ انفصال حزب الله عن الإجماع العربي حول طرق حلّ النزاع مع إسرائيل و محاولاته لتأليب الرأي العام العربي ضدّ أنظمتهم لصالح إيران سيقلّل من المساعدات المقدّمة للمواطنين، ما يضع مستقبل اللبنانيين في مهبّ الريح.