اخبار العالم

المتمردون الحوثيون في اليمن يعلنون مسؤوليتهم عن هجمات على إسرائيل

جون غامبريل أسوشيتد برس
31 أكتوبر 2023 – ترجمة صوفي شماس

أعلن المتمردون الحوثيون في اليمن للمرة الأولى يوم الثلاثاء مسؤوليتهم عن هجمات صاروخية وطائرات بدون طيار استهدفت إسرائيل، الأمر الذي ورّط راعيهم الرئيسي إيران في الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة وزيادة مخاطر اندلاع صراع إقليمي.
وكان يشتبه في أن الحوثيين شنوا هجومًا في وقت سابق من هذا الشهر استهدف إسرائيل من خلال إرسال صواريخ وطائرات بدون طيار فوق ممر الشحن الحيوي في البحر الأحمر، وهو الهجوم الذي أسقطت فيه البحرية الأميركية الصواريخ.
إنما هذه المرة، قالت إسرائيل يوم الثلاثاء إن طائراتها المقاتلة ونظامها الجديد للدفاع الصاروخي “أرو” أسقطت وابلين من النيران القادمة بفارق ساعات مع اقترابها من ميناء إيلات الرئيسي على البحر الأحمر.
وأعلن الحوثيون، الذين يسيطرون على العاصمة اليمنية صنعاء منذ العام 2014 متسببين بحرب مدمرة في ذلك البلد، مسؤوليتهم عن ثلاث هجمات على إسرائيل في بيان عسكري لاحق، دون تقديم تفاصيل حول الإطار الزمني للعمليات.
إلى جانب الهجوم الذي شهد إسقاط الولايات المتحدة للصواريخ، دوى انفجار غامض يوم الخميس في منتجع طابا في مصر، بالقرب من الحدود مع إسرائيل. وأدى الانفجار، الذي لم توضح السلطات المصرية تفسيراته، إلى إصابة ستة أشخاص.
وقال المتحدث العسكري للحوثيين العميد يحيى سريع، في تصريح تلفزيوني، إن “قواتنا المسلحة أطلقت دفعة كبيرة من الصواريخ الباليستية وعدد كبير من الطائرات المسيّرة على أهداف مختلفة للعدو الإسرائيلي”. وأضاف أن “القوات المسلحة اليمنية تؤكد أن هذه العملية هي العملية الثالثة لنصرة إخواننا المضطهدين في فلسطين ونؤكد أننا سنواصل تنفيذ المزيد من الضربات النوعية بالصواريخ والطائرات المسيّرة حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي”.
بالنسبة إلى إسرائيل، يمثل هجوم الثلاثاء استخدامًا نادرًا للغاية في القتال لنظام الدفاع الصاروخي “آرو”، الذي يعترض الصواريخ الباليستية طويلة المدى برأس حربي مصمم لتدمير الأهداف أثناء وجودها في الفضاء، وفقًا لمركز الدراسات الاستراتيجية والدراسات الدولية في واشنطن.
وأفاد الجيش الإسرائيلي أنه تم اعتراض جميع التهديدات الجوية خارج الأراضي الإسرائيلية ولم يتم رصد أي تسلل إلى الأراضي الإسرائيلية. ومع ذلك، أدى إطلاق الصاروخ إلى انطلاق صفارات الإنذار للغارة الجوية في إيلات، على بعد حوالي 250 كيلومترًا جنوب القدس، مما دفع الناس إلى الفرار إلى الملاجئ.
لم يحدد المتحدث العسكري للحوثيين الأسلحة المحددة المستخدمة في الهجوم، لكن يشير استخدام السهم إلى أنه كان صاروخًا باليستيًا. يمتلك الحوثيون نسخة مختلفة من صاروخ بركان الباليستي، المصمم على غرار نوع من الصواريخ الإيرانية، والذي يُعتقد أنه قادر على الوصول إلى أكثر من 1000 كيلومتر ليضرب ضواحي إيلات.
وتأتي النيران القادمة في الوقت الذي من المحتمل أن تكون فيه حاملة الجنود والطائرات “يو إس إس باتان” وعناصر أخرى من مجموعتها الهجومية قد وصلت إلى البحر الأحمر، إضافة إلى سفن أمريكية أخرى.
في حين أقرّ السكرتير الصحفي للبنتاغون، بإطلاق الحوثيين لصواريخ استهدفت إسرائيل، مما يشير إلى أن لدى الحوثيين صواريخ قادرة على اجتياز مسافة تبلغ حوالي 2000 كيلومترًا، شهدت المملكة العربية السعودية مقتل أربعة من جنودها في محافظة جازان الجنوبية في الأيام الأخيرة خلال القتال مع الحوثيين، وفقاً لتقرير نشرته بلومبيرغ يوم الثلاثاء نقلاً عن مصادر مجهولة. ويأتي ذلك في الوقت الذي تحاول فيه المملكة العربية السعودية منذ أشهر التوصل إلى اتفاق سلام مع الحوثيين بعد حرب متأزمة استمرت لسنوات.
أدى إعلان الحوثيين إلى جرّ إيران إلى الصراع. ولطالما قامت طهران برعاية كل من الحوثيين وحماس، بالإضافة إلى ميليشيا حزب الله الشيعية اللبنانية، التي تواصل مناوشاتها عبر الحدود مع الإسرائيليين. كما تم استهداف القوات الأميركية في هجمات بطائرات بدون طيار على قواعد في العراق وسوريا تبنتها الميليشيات المتحالفة مع إيران منذ بدء الحرب.
يتبع الحوثيون المذهب الزيدي الشيعي، وهو فرع من الإسلام الشيعي ويتواجد بشكل شبه حصري في اليمن، ولطالما كان شعارهم: “الله أكبر؛ الموت لأميركا؛ الموت لإسرائيل؛ اللعنة على اليهود والنصر للإسلام.” لكنهم الآن يمتلكون القوة الصارمة لدعمه. فلقد كانت مجرد مسألة وقت قبل أن يتمكنوا من امتلاك برنامج صاروخي بمساعدة إيرانية، ويزيد وجود جبهة أخرى مباشرة إلى الجنوب من خطر إمكانية التغلب على الدفاعات الجوية الإسرائيلية، ومن ثم يمكن أن يكون الأمر أكثر إثارة للقلق إن أطلق حزب الله وحماس وآخرون وابلًا صاروخيًا هائلاً.
لطالما نفت إيران تسليح الحوثيين حتى في الوقت الذي كانت تنقل فيه أسلحة وقذائف صاروخية إلى الحوثيين باستخدام الطرق البحرية، حيث تمكن خبراء مستقلون ودول غربية وخبراء من الأمم المتحدة من تتبع المكونات التي تمت مصادرتها من السفن الإيرانية التي تم احتجازها عقب حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة والذي يحظر نقل الأسلحة إلى الحوثيين منذ العام 2014.
كذلك تم رصد هجوم واحد على الأقل أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنه، بحيث أن الاتهامات وُجهت لاحقًا بشكل كامل إلى إيران. وفي العام 2019، نجحت صواريخ كروز وطائرات بدون طيار في اختراق المملكة العربية السعودية وضربت قلب صناعتها النفطية في بقيق. أدى هذا الهجوم إلى خفض إنتاج المملكة مؤقتًا إلى النصف وارتفاع أسعار الطاقة العالمية بأكبر نسبة منذ حرب الخليج عام 1991. وفي حين تبنى الحوثيون هجوم بقيق، ألقت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ومحللون اللوم على إيران. وبالمثل، قال خبراء الأمم المتحدة إنه “من غير المرجح” أن يكون الحوثيون هم الذين نفذوا الهجوم، رغم أن طهران نفت تورطها.
مؤخرًا، أعلنت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة أن التحذيرات الصادرة عن إيران بشأن الأيام الأولى من سقوط ضحايا من المدنيين في غزة سلطت الضوء على خطر إثارة الغضب العام واستنفاد صبر حركات المقاومة في حال لم تتوقف هذه الفظائع، وحمّلت الإدارة الأميركية المسؤولية بشكل كامل إن لم تتوقف الانتهاكات التي يرتكبها النظام الإسرائيلي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى