هل بدأ الروس بتفكيك الميليشيات الإيرانية في دير الزور؟
أفادت مصادر خاصة من دير الزور أنه تم أبلاغ العناصر المنتمين الى لواء الباقر “المدعوم إيرانياً” من أبناء دير الزور الاستغناء عن عدد منهم، وإلحاق قسم آخر في الخدمة الإلزامية في جيش ألاسد وذلك ضمن قرارات تم إصدارها بضغط روسي لتحجيم نفوذ الميليشيات الإيرانية في المنطقة.
وشهدت المنطقة حالة استنفار واسع في صفوف لواء الباقر بعد أن قامت الأجهزة الأمنية بدعم من الشرطة الروسية باعتقال بعض عناصره للخدمة الإلزامية، وخصوصاً بعد اعتقال الشيخ نواف البشير قائد لواء الباقر قبل عدة أسابيع من قبل مخابرات جيش الاسد مع عدد من أبنائه ثم اخراجه من المعتقل بوساطات عشائرية مع تحديد إقامته.
ويقول (صهيب الجابر) وهو صحفي من دير الزور لأورينت نت أن ” ميليشيا الباقر باتت تمثل “الضبع الضعيف الذي يريد القطيع التخلص منه”، وهذا لعدة أسباب، أهمها أن الميليشيا وبعد “إخفاقها” في تنفيذ المخطط الإيراني للسيطرة على أجزاء تتضمن الآبار النفطية شرق الفرات، باتت غير مرغوباً فيها ضمن مناطق نفوذ نظام الأسد وحتى المناطق الخاضعة لسيطوة إيران”.
ويضيف (الجابر) أنه “في هذه الحالة تكون مهمة الميليشيا هي “مقاسمة المكاسب” فقط، وهذا بالطبع لا يرضي الميليشيات المتنوعة، وهذا بالضبط هو سبب الحملة المنظمة التي تشنها روسيا ونظام الأسد للتخلص من ميليشيا الباقر، وكما ورد خلال الخبر فإن نواف البشير الآن قيد الإقامة الجبرية”.
ويشير الجابر إلى أن “ميليشيا الباقر ليست الوحيدة التي طالتها الحملة الروسية، إنما وبحسب المعلومات الواردة مؤخراً، قائد ميليشيا القدس ومعاونه أيضاً كانا ضمن المطلوبين لروسيا، ما يشير إلى بدء مرحلة جديدة ستتخلص فيها روسيا من جميع الأدوات ولربما تطال هذه الحملة مستقبلاً شخصيات وقياديين من نظام الأسد نفسه”.
اعتقال عناصر من الدفاع الوطني
وقد اعتقلت ميليشيات إيرانية 15 عنصراً من ميليشيا الدفاع الوطني المنتشرين في مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، بعد مناوشات بين الطرفين أدت إلى وقوع اشتباكات متبادلة في وقت سابق.
حيث جاءت عملية الاعتقال بالتزامن مع انتشار قوات روسية في قرى بالقرب من مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي التي تسيطر عليها ميليشيات موالية لإيران، نظراً لأهميتها الجغرافية كونها صلة الوصل وطريق الإمداد بين الميليشيات الشيعية في العراق وأخرى في سوريا.
ويقول (فراس علاوي) وهو رئيس تحرير موقع الشرق نيوز لأورينت نت “مع اقتراب العمليات العسكرية من نهايتها يبدو التحالف الإيراني الروسي الهش اساساً، لأنه قائم على تحالف مصلحي مؤقت بسبب الاختلاف في تدخل كل طرف أكثر”. في ظل الصراع الذي كان خفيا بين الدولتين والذي بدأ يظهر على السطح”.
ويضيف (علاوي) أن “مرحلة جني المكاسب قد بدأت وبالتالي الصراع سيشتد كلما زادت تلك المكاسب، فكلا الدولتين ترى انها خسرت كثيراً، وأن من حقها أن تعوض هذه الخسارة من الكعكة السورية وخصوصاً أن هذا الصراع خلق قوى داخل النظام بين طرف مؤيد للروس وأخر للإيرانيين وهم من يخوص الصراع بالوكالة”.
ويوضح ( علاوي) أن “الروس هم أكثر قدرة على التحكم بجيش الأسد فيما يعتمد الإيرانيون على الولاءات وعلى المليشيات، وهو ما يقوم به الروس الآن من إعادة تفعيل مؤسسة النظام العسكرية وهو ما يستلزم حل المليشيا العسكرية والتي في معظمها تتبع لإيران، حيث أن ما جرى في دير الزور هو صورة من صور هذا الصراع، رغم أن إيران ترى في دير الزور منطقة استراتيجية لنفوذها ولتواصلها مع العراق واستمرار الطريق الواصل ما بين بغداد ودمشق دون عوائق”.
توزيع مناطق النفوذ الإيراني الروسي
وتعتبر المناطق الشرقية في دير الزور وخصوصاً الميادين والبوكمال الحدودية مع العراق تحت سيطرة الميليشيات الإيرانية، فيما يسيطر الروس على مدينة دير الزور والأرياف المحيطة بها والمعابر ومداخل المدينة وتعتبر الإدارات العامة وقيادة الفروع كذلك تحت سيطرة روسيا.
ويقول الباحث في الشؤون العسكرية ( يوسف الدرويش) أنه ” بعد التحرشات من قبل المليشيات الإيرانية بعناصر الفيلق الخامس المحسوبين على الروس وحالات اعتقالهم ومحاولة توسيع نفوذ إيران على حساب الروس في دير الزور، جاء الرد الروسي بالمطالبة بحل المليشيات الشيعية ذلك من خلال الضغط على نظام الأسد للمطالبة بهذا الأمر”.
ويضيف (الدرويش) بأن “روسيا تحاول تحقيق التوازن العسكري مع إيران في دير الزور من خلال دعم المليشيات التابعة لها هناك، ومحالة استمالة أكبر قدر من ألوية نظام الأسد في منطقة دير الزور واستمالة شيوخ العشائر وذلك بهدف إضعاف النفوذ الإيراني الذي بدأ يتنامى بشكل سريع في مناطق دير الزور الشرية بشكل كبير”.
المصدر : أورينت نت – أحمد العكلة