نيا والرصاص / بقلم عمر سعيد
.
إن الأصبع الّتي تضغط على الزّناد، تعرف أن الرّصاص لا يؤتمن على الحياة.
وحدها بذور الياسمين تنبت بشكل طائش على هواها هنا وهناك.
نايا..
لم تمت بسبب أخطاء الطّفولة، كالطّفل المغربي الّذي سقط في بئر.
نايا ماتت بطلقة.
لم تكن رصاصة طائشة.
فالرّصاص لا يخرج طائشًا من سلاحه.
وما عُرِفَ عن الرّصاص أبداً أنّه عاقل أو حكيم.
في بلد يهتمّ فيه سكّانه بسعر صرف الدّولار أكثر من الطّفولة، يكون من بين أخباره خبر قتل طفلة.
الشّاعر الصّديق قزحيا ساسين رثا نايا بقطعة شعريّة، حمّل الله فيها مسؤولية موت نايا، الّتي أتت الحياة بلا عمر..
لم استطع تجاوز الفكرة.
فنايا ما ماتت بإرادة طائشة من مدبّر الحياة، بل برصاصة سمّاها استهتارنا طائشة.
تمنّيت لو أنّ الشّاعر المبدع أخبر النّاس أن اليد الّتي قتلتها تتّصل بيد رخّصت لها سلاحها، وشرّعته.
كلّ يد في مؤسّسة عسكريّة أمنيّة ترخّص لمدني حَمْل السّلاح وامتلاكه، أرجو أن تفهم أنّها بتوقيعها على بطاقة التّرخيص والحمل قد ساهمت بقتل نايا.
عمر سعيد