الدفاع الجوي الايراني… تاريخ من الفشل
عمدت وسائل الاعلام خلال الايام الماضية على ابراز اهمية الهبة العسكرية الإيرانية والتي عرضت تسليح الجيش بانظمة دفاع جوي لمواجهة الطائرات الاسرائيلية. فماذا تملك ايران من دفاع جوي لعرضه على لبنان؟
تطور منظومة الدفاع الجوي الإيراني
اعتمدت وحدات الدفاع الجوي الإيراني قبل الثورة على السلاح الأمريكي والأوروبي وواجهت مشكلات كبيرة بعد قطع صلتها الإستراتيجية بهذه الدول مع اندلاع الثورة وتعتمد بشكل اساسي على صواريخ الهوك الامريكية ومجموعة متنوعة من الصواريخ اهمها :
1 – صواريخ الهوك HAWK missiles
صواريخ أمريكية الصنع صُممت بالأساس لضرب الطائرات علي المستويين المنخفض والمتوسط واعتُمدت في نظام الدفاع الجوي الأمريكي لهذا الغرض في أغسطس 1960م. جرى عليها الكثير من التطوير بمرور الوقت للرفع من كفائتها وزيادة المدى وتحسين مستوى الردار الخاص بها للوقوف على دقة تصويب أعلى.
حصلت إيران على ما يقارب الـ 30 بطارية من صواريخ الهوك عام 1983، كما وصلها صواريخ اخرى من اسرائيل خلال قضية “إيران كونترا”على الشكل التالية: في 24 نوفمبر 1985 – 18 صاروخا مضادا للطائرات من نوع هوك Hawk. وفي 24 مايو 1986 – 508 من صواريخ تاو و240 من صواريخ Hawk. وفي 4 أغسطس 1986 – المزيد من صواريخ Hawk.
2 – صورايخ SM1
وهي صواريخ متوسطة المدى أيضا ومحلية الصنع كذلك. طُّورت بداية لتكون في خدمة الأسطول الأمريكي وجرى استخدمها في حرب فيتنام لكنها لم تعد في خدمة الجيش الأمريكي الآن ويتوقع أنها ستُنهي خدمتها في باقي جيوش العالم
3 – الشهاب الثاقب
النسخة الإيرانية المعدلة من نظام الدفاع الجوي الصيني HQ-7. ويعتمد هذا النظام بالأساس على صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى محمولة برا وبحرا. هذا النظام -الصيني المنشأ- طورته منظمة الإنتاج الدفاعي Defense Industrial Organization الإيرانية عام 2002، وهي مؤسسة تابعة للجيش الإيراني
4 – منظومة الدفاع الصاروخي تور TOR
النظام الصاروخي هو نظام صاروخي مضاد للطائرات، ذاتي الحركة قصير المدى يعمل في الارتفاعات المنخفضة والمنخفضة جدا تم تطويره في الاتحاد السوفيتي من قبل الإدارة الرئيسية للصواريخ والمدفعية لوزارة الدفاع الروسية. حصلت طهران على نظام الدفاع الجوي تور مباشرة من موسكو في يناير 2007
5- بانتسير إس1
هو نظام دفاع جوي (أرض-جو) قصير ومتوسط المدى، روسي الصنع، صمم من قبل مكتب صناعة الأجهزة الروسي KBP Instrument Design Bureau. كان المشروع في البداية موجها للقوات الروسية، إلا أن التطوير توقف لسنوات بسبب قلة الموارد، ثم أعيد إطلاق المشروع عام 2000م بعد طلب من الإمارات العربية المتحدة -التي تبنت تمويل مشروع التطوير- بتزويدها بـ 50 نموذج، فانطلق المشروع مرة أخرى لتلبية الطلب الإماراتي الذي تعزز بطلبات من دول أخرى كالجزائر وسوريا. حصلت إيران على هذا النظام مباشرة من سوريا ودخل العمل تحت مظلة الجيش الإيراني أواخر عام 2008 وحتى الآن.
تاريخ من الفشل
اول مشاركة فعلية للدفاع الجوي الايراني كانت في عام 2007 بعد ان قامت قوات الجو الإسرائيلية في سبتمبر بقصف مفاعل نووي تحت التشييد شمال شرقي سوريا، وفي العام التالي نفذت الطائرات الإسرائيلية مناورات عسكرية فوق البحر المتوسط فيما بدا أنه تدريب على عملية ما عسكرية تستهدف مراكز تخصيب اليورانيوم في نطنز-إيران.
وضع الجيش الإيراني وحدات الدفاع الجوي لديه في حالة تأهب قصوى نتج عنها أخطاء عملياتية تكشف عن حجم التراجع الذي تعانيه منظومة الدفاع الجوي. في يونيو 2007 أطلقت وحدة دفاع جوي تابعة للحرس الثوري صاروخ أرض جو تي أو آر-أم1 على طائرة مدنية وبعدها في مايو 2008 أطلقت بطارية مضادة للطائرات النار على طائرة استطلاع إيرانية بدون طيار وطائرة أخرى مدنية عن طريق الخطأ. كما أطلقت بطارية أخرى في نفس الشهر النار على مقاتلة ايرانية من طراز أف-14.
حتى عقب انتهاء المناورات العسكرية الإسرائيلية في يونيو 2008 أطلقت وحدات الدفاع الجوي الإيرانية النار على طائرتين مدنيتين أخريين. وفي إحدى المرات عام 2008 أيضاً نفذت مقاتلة إيرانية من طراز أف-4 طلعة جوية لاعتراض طائرة مدنية تابعة للخطوط الجوية العراقية خلال رحلة لها من بغداد لطهران. ولحسن الحظ لم تُصب الطائرة العراقية بأضرار.
في الواقع لا تملك ايران منظومة دفاع جوي متكاملة لحماية اجوائها وهي تعاني من نقص في الردارات الحديثة ونظم القيادة والسيطرة وربطها ببعضها من ضمن شبكة متطورة . وبناء عليه فان “الخردة” التي ستعرض على الجيش اللبناني هي مجموعة اسلحة قديمة لا تصلح للقتال الفعلي ولهذه يجب على “أبواق” ايران ان تصحو من ثباتها، فجيشنا ليس بحاجة الى خردة.
تادي عواد