رسالة قاسية من واشنطن أنهت طموحات فرنجية وباسيل الرئاسية
قرار الخزينة الأميركية جاء في وقت حساس وله دلالات كبيرة خصوصاً على الملف الرئاسي فبعد إصرار المجتمع الدولي والسعودية على انتخاب رئيس من خارج الطبقة السياسية، غير متورط بالفساد، جاء هذا القرار ليقطع الطريق أمام انتخاب سليمان فرنجية رئيساً وايضاً أمام أي مرشح من التيار العوني في المستقبل.
فقد أصدر مكتب مراقبة الأصول الأجنبيّة، التابع لوزارة الخزانة الأميركيّة، قرارًا قضى بإدارج الأخوين ريمون وتيدي رحمة على لوائح العقوبات التي تحظّر التعامل التجاري أو المصرفي معهما أو مع أي شركة يملكان أكثر من نصف أسهمها.
ويتّهم القرار الأخوين رحمة بالحصول على العديد من العقود الحكوميّة من خلال مناقصات غامضة، بما فيها عقد استيراد الفيول لمصلحة مؤسسة كهرباء عام 2017. كما ذكّر القرار بكيفيّة لجوئهما لتزويد المؤسّسة بفيول مغشوش مخالف للمواصفات المتّفق عليها، ما أدّى إلى إلحاق الضرر بمولّدات معامل الكهرباء.
قضية الفيول المغشوش شكّلت موضوع تحقيقات قضائيّة لبنانيّة عام 2020، حين انكشفت سلسلة من عمليّات تزوير فحوصات النفط والرشاوى وتبييض الأموال، التي انخرط فيها الأخوان رحمة ومدراء في وزارة الطاقة لتمرير شحنات النفط المغشوش وتم الإدّعاء على المدير العام لمنشآت النفط سركيس حليس (التابع لسليمان فرنجية) والمديرة العامة للنفط أورور فغالي (التابعة للتيار العوني والمقربة من جبران باسيل) بجرم تقاضي رشاوى وتقصير وظيفي، وفق الوكالة الوطنية للإعلام .
يُذكر أنّ رئيس تيّار “المردة” سليمان فرنجيّة الذي اتّهم القضاء بالتسييس عندما فُتح هذا الملف، قدّم غطاءه السياسيّ لتملّص حليس وتيدي رحمة من المثول أمام القضاء.
وكان فرنجية قد أعلن في ١١ أيار ٢٠٢٠ أن آل رحمة هم اصدقاء له من ٤٠ سنة، وقال : “ريمون رحمة صديقي وأخي ونسافر معاً ولا أخجل من ذلك وضميري مرتاح”.
لا تقتصر علاقات الأخوين رحمة على سليمان فرنجية وحده بل تتخطاه مع أركان “التيار العوني”، فالإخوة رحمة هم على علاقة مع رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، والذي كان قد غطى صفقات الفيول المستورد مع “سوناطراك” خلال تواجده في وزارة الطاقة، ثم عمدت لاحقاً الوزيرة السابقة ندى البستاني إلى تلزيمهم عبر شركة zr energy (الخاضعة للعقوبات الاميركية) شراء البنزين للدولة اللبنانية
الشراكة الأقدم في السجل التجاري كانت مع النائب ابراهيم يوسف كنعان من خلال شركة “ميغا كوم ش. م. ل.” وتاريخ تسجيلها في 8/5/99 تحت رقم 74876. الشركة واجهت عدداً من الدعاوى وصدرت فيها أحكام.
وتيدي رحمة كان مفوض مراقبة أيضاً في شركة يُساهم فيها الوزير السابق نقولا جان تويني (التيار العوني)، واسمها “أورينت انداستري أوف شور ش.م.ل.” ورقم تسجيلها هو 1800042 بتاريخ 7-25-2002. الشركة فيها رجل أعمال سوري اسمه عماد الدين شفيق بيطار وثلاثة من أبنائه هم رامي وشادي وفادي.