ليس المسرح مكانًا للموت / بقلم عمر سعيد
ليس المسرح مكانًا للموت
وليس هو مكانّا للحياة
وكلّ الّذين ماتوا، وعاشوا هناك
ظلّوا في فراغ ما بين الضّوء والظّلام.
فروا يختبئون خلف السّتائر، وفي كواليس المكان.
يفتّشون عن طلاء، يوارون خلفه ملامح، لئلّا تعكس شعورًا بالاغتراب.
هم ليسوا هم.
ما إن قرّروا أن يكونوا هم حتّى ماتوا.
ماتوا لأنّهم ما كانوا هم، ولأنّهم عاشوا غير هم، ما عاشوا.
حتّى في لحظات الانتظار بين فصول العرض وخلف السّتائر، كانوا يلتقطون أنفاسهم غرباء.
ظلّوا يدخلون، وظلّوا ويخرجون تحت جلود، لم تلتحم بأرواحهم.
غرباء يثرثرون لأجل طمأنة من هم في المقاعد يصفّقون.
عاش أنتوني هوبكنز لير وما كان لير إلى أن مات.
مات لأنّه عجز عن نسيان ما قاله بهلول.
مات لأنّه علق ما بين اثنين.
يلتقي بعضه خلف السّتائر، ويفقده كلّه أمام الجمهور.
كلّ ذلك لأجل شيء من الدّمع والفرح في المشهد الأخر.
لكنّه في آخر العرض، ظلّ شريدًا.
لا شيء فيه من ذا وذاك.
لذا مات.. مات من حدّة الفراغ.
سعداء أولئك الّذين ماتوا في أجسادهم. في بيوتهم. في أحبابهم البسطاء.
فلا يموت المرء في غير جسده.
عمر سعيد