رأي حر

لبنان بين الميشيلين / بقلم عمر سعيد

 

أن تسمّي القوّات اللّبنانية شابًّا من عمر الرّفاق الشّباب الحزبيين فيها مرشّحًا لرئاسة الجمهوريّة اللّبنانية ليس بالموقف العادي بتاتًا.

قد يقول البعض هو ابن رئيس جمهوريّة، وهو ابن نائب، وأمّه كانت نائبًا، وهو نائب.
غير أنّ كلّ الإرث الّذي يراها القائلون فيه لا يلغي أهميّة موقف القوات اللّبنانية في ترشيحه.

وليؤجّل العارفون الكاشفون للغيب آراءهم عند قراءة هذه المقالة.

نعرف نوّابًا ثمانينيّين أنصاف متعلّمين رفضوا إفساح المجال أمام أبنائهم للحلول مكانهم في مقعد نيابي، ونعرف رؤساء بلديّات أمييّن شاخوا وما قبلوا استبدالهم بأبنائهم.

إنّ موقف القوّات بهذا الدّعم؛ يؤكّد التزامها بمشروع الدّولة والسّيادة، لأنّ القوّات تؤمن بأنّ رئاسة البلاد موقع وعمل فريقي أكبر من شخص، وليس مشيخة عشيرة أو وجاهة إجتماعية ودولية.
ويصبّ اختيارها لهذا الشاب في مصلحة البلاد الّتي تراهن القوات على شبابها، وهممهم، وتفتح الطّريق لهم.
لتؤكد أنّها تقدّم مصلحة البلاد والعباد على مصالح الأفراد مهما كانت حكمتهم وأعمارهم الّتي تمدّهم بالخبرة.

فقد كان بإمكان فرنجيّة الأب أن يرشح ابنه وليس نفسه، وبذلك قد يقنع اللّبنانيين بأنّه يسعى للخروج بلبنان من أزمته، وكان بامكان ميشال عون سابقًا أن يؤثر شابّا من تياره على نفسه في ترشحه الماضي، ليؤكد أنّه تغيريّ، وكان بإمكان نبيه بري أن يطرح شابّا شيعيًّا بديلًا عنه لرئاسة المجلس للاعتبارت نفسها.
ليظلّ السّؤال هل يمكن أن يطرح محمد رعد من يقدّمه على نفسه في النّيابة والعمل الحزبيّ؟!
والجواب لدى كلّ اللّبنانيين في بيئة رعد قبل سواها.

وحدها القوّات تطرح وعند كلّ استحقاق الاعتبارات الشّخصية والحزبية جانبًا، وتقدّم التّنازلات الحقيقيّة لأجّل مصلحة لبنان.
وها هي وللمرّة الثّانية تفعلها، ومن أول جلسة، فبعد كلّ ما أصابها من المحاولة بميشال عون، لأجل لبنان الوطن، تعيد الكرّة مع ميشال معوض لأجل لبنان الوطن.
محتفظة ولنفسها بكلّ رصيدها النّضالي من شهداء وتضحيات وعمل وجهد لأجل التّأكيد للّبنانيين خصمًا وحليفًا بأنّ لبنان أولا.
وأن لبنان السّيد المستقل بين الميشيلين لم يكن إلّا على رأس أولويّاتها، وأنّ فشلها في رهانها على
الأوّل لم يولد لديها الخوف من المحاولة مع غيره، مهما كلّفها الأمر.

فهل يملك الخصم عينين اثنتين، ليرى ويقشع، وبالتّالي يلاقي هذا الفعل بفعل مناسب، لنتقدّم جميعًا صوب الدّولة الملاذ الآمن والخلاص الوحيد للجميع بمن فيهم حزب الله؟!

فلندع الأيّام تجيب عن ذلك، وتكشف للّبنانيّين المكشوف الّذي يتعامى البعض عنه عن سابق إصرار وتعمّد.
عمر سعيد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى