إستمعوا إلى شكاوى البطريرك
“ما هكذا يُعامَل البطريرك”، بهذه العبارة أجاب أحد السياسيين المسلمين على سؤال حول رأيه بالشحن الطائفي الذي يسود البلاد مضيفاً بأن تغنّي البعض بشعار لبنان “وطن الرسالة” ورفع مقررات السينودس الخاص بلبنان في وجه المسيحيين عند كل شكوى ومطالبة تنطلق من عندهم وتنطق بما يشعرون من غبن وخشية على رسالة وطن يتم تشويه معانيها وتحوير مضامين السينودس وإلباس بنوده ومتوجباته للمسيحيين من دون سواهم من الشركاء في نشر الرسالة وتحقيق أهداف السينودس هو بمثابة ذر للرماد في العيون في غياب العدالة والمساواة.
ويضيف السياسي بأن التهم الجاهزة للمسيحيين تصدر عن من تلبسهم تلك التهم، فإذا طالبوا باستحداث بلدية في بيروت الأولى فهم تقسيميون، وإذا جلبوا مساعدات مادية وعينية فهم عملاء، وإذا لم يكونوا ذميين فهم خونة يحرقون الرسالة ويخرقون بنود السينودوس، فهل هكذا تكون مبادئ التعايش القائم على أسس العدالة والمساواة؟
وختم السياسي بالدعوة إلى زيارة البطريرك والإستماع إلى هواجسه الوطنية ومعالجة أسبابها وتحقيق الأهداف التي يسعى إليها سواء بحسب رأيه ورؤيته لبلوغها أو بحسب توفير الضمانات الفعلية البعيدة عن المزاجية والإستفراد للحفاظ على المناصفة وسيادة الدولة والمساواة بين أفراد شعبها، فهذا هو جوهر الرسالة والسينودس المعني به كافة الأطراف اللبنانية وليس المسيحيين فحسب وإلا فلا تلوموهم عندما يطالبون باللامركزية الإدارية الموسعة والتي تشكّل أبسط الحلول المطروحة أمام المزاج الشعبي لدى معظم أبناء الشعب اللبناني من جميع الطوائف الذين باتوا يجاهرون بالفدرالية والتقسيم للتخلّص من وطأة سلاح “ح ز ب ا ل ل ه” وهيمنته على معيشتهم وإرادتهم الحرة.