لِمَ سلّم الحريري ١٥ أيار إلى ٧ أيار؟
مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية، يستمرّ قرار المقاطعة الذي اتّخذه الرئيس سعد الحريري محطّ جدل شديد بين القوى السياسية والشعبية، التي تنقسم بين مؤيّد ومعارض، على الرّغم من اعترافها جميعاً بأنّ أكبر تهديد للبنانيين هو مشروع حزب الله الذي ينسف الدولة والمؤسسات.
من هذا المنطلق، يتسلّح مَن عارض قرار الحريري، بمبدأ رفض الانسحاب من الحياة السياسية وخاصة أنّه ينطلق من مقاطعة انتخابات وجودية بكل ما للكلمة من معنى، وسط متغيّرات اقليمية ودولية، ما يتطلّب تماسكاً وطنياً خلف المشروع السيادي.
إلى ذلك، يزداد القلق من استغلال حزب الله لغياب الحريري ومن التزام شرائح شعبية واسعة بقرار الاخير، ما يعني تسليم الاكثرية النيابية من جديد لصالح مشروع الدويلة والسلاح، وكأنّه عملية استسلام لهجمات ذاك “اليوم المجيد” واعلان هزيمة وتسليم ١٥ أيار إلى ٧ أيار بقرار ذاتي.
وأمام ما تقدّم، يبقى السؤال الابرز: هل يتحمّل الرئيس سعد الحريري نتيجة قراره ودعوات المقرّبين منه لمقاطعة الانتخابات؟ هل يتحمّل تسليم البلاد بشكل كامل للفريق المسلّح؟ والاهم، هل يتحمّل مسؤولية إضعاف السّنّة وتحويلهم مطيّة سهلة سيتمّ إلباسها كلّ موبقات الانهيار؟