المتن: الجميّل والقوات “مطمئنان” والعونيون يتناتشون الأصوات
بخلاف العام 2018 قد ترسو المنافسة في دائرة المتن بين ثمان لوائح، خمس منها أساسية، في الانتخابات المقبلة، بعدما كانت بين خمس لوائح، فازت أربع منها بالمقاعد الثمانية المخصصة للدائرة.
تنافس اللوائح
ورغم أن التنافس الفعلي في المتن يبقى بين لوائح أحزاب المنطقة، أي الكتائب اللبنانية والتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، إلا أن تحالف ميشال المر، حفيد الراحل ميشال المر، مع حزب الطاشناق، ومع أحد أجنحة الحزب القومي السوري، عبر المرشح انطون خليل، يدخل هذه اللائحة إلى المنافسة الجدية على مقعدين. وكذلك الأمر بالنسبة لنواة اللائحة التي قد تضم النائب السابق غسان مخيبر والخبير الاقتصادي وليد ابو سليمان والناشط سلمان سماحة (قواتي سابق)، وطانيوس حبيقة (الخط التاريخي للتيار الوطني الحر)، والطبيب فؤاد بو ناضر (قواتي سابق)، والإعلامي سيمون ابي فاضل. أما باقي اللوائح التي قد تتشكل سواء من مجموعة مواطنون ومواطنات في دولة أو المجموعات الأخرى، فمن المتوقع ألا يحصل أي منها على الحاصل.
المقاعد المتبقية
في ظل ترشيح القوات اللبنانية الوزير السابق ملحم رياشي عن المقعد الكاثوليكي، بات هذا المقعد عصي على جميع اللوائح، خصوصاً أن القوات تصب كل الأصوات التفضيلية عليه. وكذلك الأمر بالنسبة للمقعد الأرمني، الذي يصارع الطاشناق للحفاظ عليه. وهذا يسري على أحد المقعدين الأرثوذكسيين الذي يؤول إلى مرشح “التيار” النائب الياس بو صعب وأحد المقاعد المارونية الأربعة الذي يذهب للنائب المستقيل سامي جميّل. ما يعني أن المنافسة تنحصر على المقاعد المارونية الثلاث المتبقية، والمقعد الأرثوذكسي الثاني.
انخفاض الحاصل
الكتائب مطمئن على مقعديه، طالما أن أصواته تمكنه من نيل حاصلين. والقوات اللبنانية مطمئنة على حاصلها، وتجهد للمنافسة على كسر أعلى بالأصوات. أما التيار الوطني الحر، الذي يخوض المعركة بثلاثة مرشحين أساسيين (النواب إبراهيم كنعان، وادغار المعلوف والياس بو صعب) فبعيد عن تأمين حواصل ثلاثة هذه المرة، ليس بسبب تراجع شعبيته، بل لكثرة المرشحين العونيين السابقين على اللوائح الأخرى. إلا إذا انخفضت نسبة المشاركة في الدائرة لصالح التيار، وحرقت لوائح المجموعات الأصوات، بعدم نيلها الحاصل، الذي ينخفض عن العام 2018 إلى ما دون 11 ألف صوت. فيستفيد التيار مثل باقي الأحزاب صاحبة الكتل الناخبة الصلبة.
الصراع بين مرشحي التيار
لكن معضلة “التيار” تبقى في حدة التنافس بين المرشحين على الأصوات التفضيلية. ووفق مصادر متابعة حسم بو صعب ترشحه مع “التيار” بعد حصوله على تعهد بأن لا يتم تجييش بلديات المتن الموالية للعونيين ضده، لعدم حصر الأصوات التفضيلية بمرشح دون غيره.
وتضيف المصادر أن الصراع بين الثلاثي كنعان المعلوف وبو صعب سيكون على أشده، وخصوصاً بين كنعان والمعلوف الراغب بخوض معركة وجود مع مرشح القوات ملحم رياشي. هذا فضلاً عن أن “التيار” خذل القيادي هشام كنج، بعدم ترشيحه عن المقعد الأرثوذكسي الثاني في الدائرة، ما يؤدي إلى خفوت حماسة التصويت لكنعان لصالح التصويت للمعلوف (يتقاسم كنج وكنعان القواعد الحزبية عينها).
ووفق المصادر، بدأ المعلوف يعد العدة لخوض المعركة تحت شعار “أولياء الدم” بين العونيين، لاستقطاب أصواتهم، من خلال استخدام دم والده الضابط الطيار بولس المعلوف الذي قتل في 31 كانون الثاني من العام 1990 في مطار أدما. فقد قرر رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع إعلان ترشيح رياشي في 31 كانون الثاني الماضي. ورمزية هذا التاريخ، الذي اختاره جعجع، يأخذ العونيين بالعاطفة للتحدي ويذهبون إلى التصويت باتجاه واحد لإسقاط “القوتجي”، ونجاح المعلوف عن المقعد الكاثوليكي. ما يضع كنعان في دائرة الخطر، حتى لو تمكن التيار من نيل ثلاثة حواصل.
المصدر: المدن