ضغط سوري على الحلفاء “لحواصل” تحد من خسارة “التيار” لمقاعده
من يراقب المشهد الانتخابي ان قدر للشعب اللبناني ان يعيشه في ايار المقبل فهو مازال ضبابياَ وازداد كثافة مع اعلان العديد من المرشحين عزوفهم عن المشاركة .
في كسروان العرين الماروني كون عدد المقاعد مارونية صرف بات مسلماَ ان “التيار الوطني الحر” سيتلقى الصفعة الاولى من هناك بعدما حصد المقاعد الخمسة عام ٢٠٠٥ الا ان الانسحابات من كتلته شكلت ضربة على صعيد انخفاض عدد اعضاء” تكتل لبنان القوي” الذي استخدمه الوزير السابق جبران باسيل لمحاربة باقي المكونات المسيحية على اعتبار انه يمثل اكبر كتلة مسيحية التي باتت تعيش حالة قلق لان خطر فقدان مقاعدها لن ينحصر في كسروان انما في منطقة لها حساسية كبرى واعتبارات تتعلق ب”اتفاق مارمخايل” وان كانت صلاحيته مازالت قادرة على انقاذ المقاعد المارونية التي تفرد بها التيار عام 2009 ولكنه خسر احد مقاعدها عام 2018 .
اليوم يعيش هاجس خسارة مقعد آخر وهو امر يلوح في افق قضاء بعبدا الذي يضم 6 مقاعد 3 للموارنة 2 للشيعة مقعد للدروز ووفق مصادر خاصة “لصوت بيروت انترناشونال” فهناك ايعاز سوري لجمع الحلفاء في كوكبة واحدة لمساندة “التيار” للحد من خسائره بدءا من “حزب الله” الذي يعمل بهذا الاتجاه بسبب قلقه من فقدان الغطاء المسيحي الذي امنه له “العونيون” عندما شكلوا الكتلة الاكبر وهو يسعى لابقائه رافعة لمشاريعه وطموحاته و سيجهد على خط “حركة امل” لتوحيد الاصوات لكن المبادرة اتت من رئيس “التيار” الذي شاط وفتح دفاتر وزراء “ابو مصطفى” لكنه عاد الى “ميرنا الشالوحي” واذ بحسابات الربح والخسارة تفرض عليه التعايش مع “حركة امل” فبادر الى ارسال “حمامة سلام” الى الوزير السابق علي حسن خليل عندما اكد لاهالي الموقوفين في المرفأ ان الخليل قام بعمله ولكن الجميع يعلم ان هذا الامر ليس نابعاَ من قرارة نفسه انما “للضرورة احكام”
وهو سار بمقولة ونستون تشرشل “لا عداوات دائمة ولا صداقات دائمة بل مصالح دائمة” .
اما على صعيد الاحزاب الاخرى فالجميع سيكون في المسار نفسه بدءا من “الحزب السوري القومي الاجتماعي” وصولا الى “الحزب الديمقراطي” و”حزب التوحيد” وهذا الامر يتوقف على توافقهما فهما يعيشان حالة مد وجذر في العلاقة فهل سيتمكن الحزب من جمعهما لمساندة “التيار”.
اما على صعيد محور ما كان يسمى ب14 آذار فان التفاهم بين “القوات اللبنانية” وحزب الوطنيين الاحرار وبالطبع “الحزب التقدمي الاشتراكي” يعتبر امرا طبيعياَ يبقى ان كان المقعدان الشيعيّان سيتم تسمية مرشحين لملئهما ام ان الزعيم الدرزي سيعمل على عدم مجابهة “الثنائي الشيعي” وعدم تزكية ترشيح اي شيعي لترك الباب مفتوحاَ امام تبادل بعض الاصوات وهذا الامر سيكون رهن الايام المقبلة.
وهنا لا بد من الاشارة الى ان المعركة ستكون الاقسى على الصعيد المسيحي بسبب تشرذم الصوت المسيحي رغم ان الكتلة الاقوى ستكون التي تجمع “القوات ” و”الاحرار” في حين ان “التيار” سيأتي في المرتبة الثانية بعد التراجع الذي سجله عام 2018 والذي مازال يتجه في المسار الانحداري نفسه وفي المقلب الآخر برزت القوى التي انتفضت على رئيس “التيار الوطني الحر” التي ستسعى للتحالف مع المجتمع المدني المنقسم ايضا وسيتحالف مع قوى التغيير في “التيار” في حين ان المجموعة الاخرى ستتحالف مع “حزب الكتائب اللبنانية” التي لها قواعدها ايضاً في المنطقة وهنا يمكن الوصول الى خلاصة الى ان الخطر على خسارة التيار لمقعد آخر في بعبدا قد يكون الكأس المر الذي سيتجرعه التيار في الانتخابات المقبلة مع توفر معطيات تشير الى ان جزءا من شيعة الضاحية سيخرجون من عباءة “الثنائي” وان كانوا لا يشكلون نسبة وازنة الا انها ستفتح الباب امام الخروج من احادية القرار
المصدر : صوت بيروت إنترناشونال