ريفي يفجر قنبلة سياسية-أمنية….
حدث اونلاين – حاوره: وسيم فؤاد الأدهمي
قال وزير العدل السابق اشرف ريفي في حوار مع ” حدث أونلاين”: “من يصدق ان عودة الثنائي الشيعي إلى الحكومة كانت استجابة لمطالب الناس؟ وهل أحد من اللبنانيين لم يطرق الجوع أبوابه؟ كل الموضوع أن أوامر إيرانية صدرت بالتسهيل”.
اضاف: “رغم حرصهم على تسمية أنفسهم بالثنائي الوطني، إلا أنهم “ثنائي شيعي” بامتياز، كما أننا مكون سني نفاخر بسنيتنا. لا تتذاكوا علينا، فأنتم مسؤولون عن الجوع والانهيار. ولن يقوم وطن بدون عدالة”.
وقال : يجب أن لا ننسى أن هناك جريمة إبادة جماعية سقط نتيجتها 240 شهيداً إلى الآن. وإذا كنتم تعتقدون أنكم قادرون على منع التحقيق فأنتم مخطئون”…
“حدث اونلاين” زارت ريفي في دارته بطرابلس، وكانت جولة على مختلف الملفات المطروحة على الساحة اللبنانية، فيما يلي نص الحوار:
استهداف مطار ابو ظبي
بداية، كيف تعلقون على استهداف مطار ابوظبي؟
استهداف مطار أبو ظبي يؤشر إلى عقلية “مارقة” ووضعية تخبط. فجميعنا نعرف أن الإيراني يحاول إظهار نفسه بمظهر من يريد حسن الجوار مع الدول المحاورة، ويستعمل أدواته، ومنها الحوثيون للإساءة إلى دول المنطقة المستقرة والآمنة. وانطلاقاً من دراستي في علم النفس الإجرامي، فأنا أعلم أن المجرم في سلوكياته يعطي انطباعاً حسناً، مع وجود وجه إجرامي خارج عن كل الأصول والتقاليد. وهو لم يجر على دول المنطقة سوى الخراب من العراق إلى سوريا وانتهاء باليمن. وهذا ما يمثله حزب الله في لبنان أيضاً: فعندما يتم “حشره” يبدأ بإعطاء إيجابية للمكونات الأخرى: فبعد اصطدامه مع المسيحيين في عين الرمانة، والدروز في شويا، والسنة في خلدة، يرسل فريقاً للتواصل مع مختلف هذه المكونات. ونحن نعرف أن الوضع الداخلي في إيران متأزم جداً، إضافة إلى المشاكل الحدودية مع مختلف جيرانهم، وانحسار نفوذهم في العراق وسوريا، وفي اليمن حيث تبدو الصدمة الإيرانية الأكبر: فقد راهن على السيطرة على مأرب ليضيفها إلى النقاط الإيجابية، ولكن التطورات الميدانية لم تجر في مصلحته.
العلاقة مع القوات
ما طبيعة تحالفكم مع القوات، سياسي ام انتخابي ام الاثنين معا؟
دائماً هناك تواصل مع القوات على قاعدة تحالف وطني مبني على قواسم مشتركة، وإنما أخذ منحى التحالف يوم استهداف عين الرمانة: إذا اعتبرت أنه في هذه اللحظة الوطنية لا يجب أن يترك د.سمير جعجع وحيداً كمكون مسيحي، فأضفنا إلى المشهد بعداً إسلامياً لنقول لحزب الله الساعي إلى قضم كل المكونات اللبنانية: ليس الأمر متعلقاً بحالة مسيحية، بل هي حالة وطنية. وهذا الكلام جرنا إلى القول أننا في مواجهة “عدو شرس”، وإذا لم نتضامن في وجهه، فإننا سنخسر جميعاً وسيخسر البلد ككل. فهذا التحالف صحيح انه انطلق من لحظة وطنية، إلا أنه تم تناول الموضوع الانتخابي، حيث أكدنا على ترجمة هذا التحالف كتعاون انتخابي.
الشهيد رشيد كرامي
الحديث دائما عن تحالفكم مع القوات اللبنانية، غالبا ما يثير بلبلة وحساسية على خلفية استشهاد الرئيس رشيد كرامي، فكيف تردون؟
هناك مفاوضات جرت مع القوات اللبنانية عشية انتخابات 2018، نصحتهم خلالها بعدم ترشيح أحد في طرابلس نظراً لخصوصية علاقة المدينة معهم على خلفية استشهاد الرئيس رشيد كرامي. وذلك لا يعني قناعة شخصية بضلوعهم في الجريمة، فأنا واثق أن القيادات السنية جميعاً اغتالها المحور السوري الإيراني، ولكن القبضة السورية على القضاء ألصقت الجريمة بالقوات اللبنانية.
أما وقت صعودي إلى معراب، فقد كانت عيني الأخرى على طرابلس وردة فعل الناس في المدينة. وللأمانة فقد وجدت أن ردة الفعل الشعبية على هذه الزيارة كانت إيجابية أكثر مما كنت أتصور. من هنا ادركت أن من يصمد في وجه حزب الله، فان الجمهور الطرابلسي يقف إلى جانبه، وهذا ما دلت عليه استطلاعات رأي أجريت في حينه.
بالعودة إلى جريمة اغتيال الرئيس رشيد كرامي، فإن الوقائع تشهد بأن الضابط السوري محمد اسطنبولي نصح الرئيس كرامي بالصعود إلى طائرة هيليكوبتر معينة من بين اثنتين كانتا متاحتين، وباستطاعتي أن أقول أنه “جره” إلى الطائرة المفخخة. كما أن الحكومة الأولى التي شكلها عمر كرامي ضمت سمير جعجع كوزير، الذي اعتذر وعين روجيه ديب مكانه. وكذلك فإن الحكومة الثانية التي شكلها كرامي عام 2004، ضمت وزيراً للقوات اللبنانية، لذلك، فلا أحد يزايد أحد على الرئيس كرامي، الذي أغلق الملف لاعتبارات وطنية.
العلاقة مع الشيخ بهاء الحريري
كيف توصفون علاقتكم بالشيخ بهاء الحريري؟
العلاقة الشخصية معه راقية جداً. قبل العام 2017 حاولنا ان ننسج تحالفاً سياسياً، ولكنه لم يكمل الطريق حينها نتيجة للتطورات. ومع عودته إلى العمل السياسي مؤخراً، نصحته بعدم العمل السياسي “أونلاين”، بل يجب الإبقاء على التواصل المباشر مع الجمهور، ولكنه كان يتذرع بالناحية الأمنية.
التواصل الشخصي معه يقتصر على المناسبات، ولست أدري إلى أين يخطط في الوصول، ولم نبني حلف سياسي أو تعاون سياسي بأي شكل.
الحريرية السياسية
برايكم هل انتهت الحريرية السياسية؟
القضية التي ناضل من أجلها واستشهد الرئيس الشهيد رفيق الحريري باقية في ضمير الشرفاء والأحرار اللبنانيين.
وكيف تصف علاقتك بالشيخ سعد الحريري؟
العلاقة مع الشيخ سعد الحريري، انقطعت منذ انتخابات طرابلس الفرعية: فقد كنا مهتمين ان ننقذ موقع رئاسة الحكومة وعدم كسره كما كان يريد “حزب الله” والمنظومة الدائرة في فلكه. وإثر اجتماع عقد في منزل الرئيس فؤاد السنيورة، انعقد تحالف ولكنه لم يصمد لأكثر من أشهر معدودة.
العلاقة مع ميقاتي
وماذا عن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي؟
على المستوى الشخصي، فإن علاقتي به جيدة. أما على المستوى السياسي فقد نصحته بأن لا يدخل في تجربة هذه الحكومة التي لن تنتج شيئاً: فالحكومة التي عنونت نفسها: معاً للإنقاذ، هي ليست “معاً”، بمعنى أنها ليست فريقاً موحداً، ولن تستطيع الإنقاذ، بسبب هيمنة “حزب الله” على القرار اللبناني، وبالتالي استحالة الحصول على الدعم الغربي والخليجي، وإن عناصر هذه المنظومة جميعاً ليست موثوقة، وهذا النمط من الحكومات محكوم بالفشل، لذلك، فإنني أخشى على نجيب ميقاتي من دفع ثمن غالٍ في هذه الحكومة.
وأنا أرى أنه لو بقي الفراغ لكان أفضل، وليحمل الرئيس حسان دياب وزر هذه المرحلة برمتها، خاصة وأن هذه الحكومة ستحمل أوزاراً كبيرة لا سيما وأن عقل ميشال عون ليس عقلاً مؤسساتياً. فقد جربناه أواخر الثمانينيات وجر البلد إلى حربين: حرب مسيحية مسيحية تحت عنوان حرب الإلغاء، وأخرى إسلامية مسيحية تحت مسمى حرب التحرير. وأنا أعتبر أن الجريمة الكبرى كانت في مجيء ميشال عون رئيساً للجمهورية، وهذا ما قلته للرئيس سعد الحريري.
رياض سلامة
يرى الرئيس ميقاتي بأن “لا أحد يغير ضباطه في الحرب” في معرض التمسك بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، كيف تقيمون هذا الموقف؟
الضابط الفاشل لا ينبغي أن نتردد في إقالته، وإلا فسيجر الفشل الكامل في المعركة، وفي الحرب بالكامل.
الرؤية المستقبلية للبنان
كيف ترون مستقبل لبنان على ضوء التحولات في لبنان والمنطقة؟
لا حل للبلاد إلا برفع اليد الإيرانية عنها. فنحن أشبه برهائن وما لم تتحرر الرهينة من خاطفها، فستبقى كذلك. بل نحن أشبه بمرضى سرطان وإذا لم يستأصل، فلا شفاء منه. نحن في المخاض الأخير ان شاء الله: فالدور الإيراني في المنطقة انتهى: فعندما انتفض الشيعة العرب العراقيون في وجهه، بدأ العراق بالخروج من القبضة الإيرانية إلى الحضن العربي، وهذا ما سنشهده في لبنان: فهناك ترتيبات جديدة للمنطقة لن تسير وفقاً لما يشتهي حلفاء إيران في لبنان. فهذا بلد تعددي، ولن يستطيع أحد أن يخضع أحداً لمشئيته، وقد يكون آخر الدواء، أن يأخذ حزب الله الخيار الذي يريده ويخرج من لبنان ليلتحق بإيران.
تجنيد الشباب في “داعش”
اثير في الآونة الاخيرة موضوع اختفاء شباب من طرابلس، ومن ثم علم انهم جندوا في صفوف داعش كيف تقرأون هذا السيناريو امنيا وسياسيا؟.
هناك غرف سوداء دفعت هؤلاء الشباب للخروج من البلد دون أن يعرف معظمهم إلى أين هم ذاهبون. وصل جزء منهم إلى العراق وتتراوح أعمارهم بين 14 و16 عاماً، ليعودوا ويتصلوا بأهلهم طالبين منهم مساعدتهم في العودة.
وبدون الدخول في التفاصيل، فإن هناك مخططاً لاستحضار داعش غب الطلب، وتشويه صورة المدينة، وإظهارها بمظهر المدينة الداعمة للإرهاب. قلتها وأكررها: حزب الله وداعش وجهان لعملة واحدة. الغرف السوداء تمت بصلة إلى “حزب الله”.
…بدأ الأمر مع اغتيال عنصر أمني متقاعد لأهداف شخصية، على أثرها ألقي القبض على مجموعة من الشباب لتبدأ بعدها الغرف السوداء بإيهام بعض الشباب بأنهم مطلوبون للتحقيق مما أدى إلى “تطفيشهم”. ونحن هنا نتساءل: كيف عبر هؤلاء الحدود السورية، وكيف مروا على مختلف الحواجز من حدود حمص إلى العراق، خاصة وأنه ليس لديهم أي مبرر للذهاب إلى هناك.
إضافة إلى ذلك، فإن الماكينة الإعلامية المقربة من “حزب الله” بدات بضخ هذه الأخبار بشكل مكثف.
طرابلس نموذج للعيش المشترك، ومدينة وطنية بامتياز، وليست بيئة حاضنة للتطرف. بل على العكس، حزب الله يشبه داعش، والدليل الأكبر ان الجيش اللبناني كاد ان يقضي على داعش في الجرود، فأرسل لهم حزب الله الباصات المكيفة ودفع لهم مبالغ عشرات لا بل مئات آلاف الدولارات. والأمنيون يعرفون جيداً، أنهم عندما وصلوا قرب الحدود العراقية، خرج فوقهم الطيران الأميركي مما أدى إلى حيرة إيران وحزب الله كيف يسهل مرورهم.
وأنا أعتبر أن الإعلان عن هؤلاء الشباب يهدف إلى شيطنة طرابلس لتوظيفها في نسف الانتخابات النيابية لاحقاً: فحزب الله استعمل أدواته ليجعل من المدينة صندوق بريد في قضايا معينة. فنحن نعرف أن “حزب الله” خائف من الانتخابات ويسعى لعدم تكرار النموذج العراقي في لبنان: حزب الله سيفاجأ بأن البيئة الشيعية في حالة صحوة ضد النفود الإيراني الذي يهدد مصيرهم وحاضرهم ومستقبلهم.
لذلك، فإن لـ”حزب الله” مصلحة في الإبقاء على المجلس النيابي الحالي، لأن لا يعرف ماذا سينتج المكون السني في الانتخابات المقبلة، والمكون المسيحي الذي كان يؤمن “ورقة التين” لحزب الله، هو في حالة شبه انهيار، ولذلك، فليست للحزب مصلحة في إجراء الانتخابات.
المشهد الانتخابي
كيف تنظرون الى المشهد الانتخابي؟
أنا أتطلع إلى النموذج العراقي الذي أحدث تحولاً كبيراً. كما ان انتخابات بلدية طرابلس الأخيرة شكلت أول شعلة تغيير في لبنان، حينما وقف الطرابلسيون في وجه الطبقة السياسية مجتمعة، رغم تطويقها لاحقاً من “المتضررين”.
أما على مستوى المجتمع المدني، فإن مجموعات “الثورة” كانت تصل إلى حوالي 175 مجموعة، من ضمنها 33 تابعة لحزب الله، كشفت فيما بعد، وقد عملت هذه المجموعات على تشويه صورة الثورة.
وضمن إطار جبهة السيادة، هناك 18 مجموعة تتجرأ على رفع العناوين القوية بدءاً من تطبيق القرار 1559 مروراً بتجريد حزب الله من سلاحه وتحرير البلاد من النفوذ الإيراني…
أما من يحصرون مطالب الثورة بالأمور المعيشية فهم حكماً مجموعات تابعة للحزب: فعلتنا الأساسية تكمن في الاحتلال الإيراني الذي أوصلنا إلى الجوع.
من هنا، فقد دعونا إلى تشكيل قوى سياسية يتوافر فيها شرطان أساسيان: السيادية والنزاهة: فالفاسد حتى لو زايد بالوطنية، فإنه لا يمكن المراهنة عليه.
من هنا، فقد نادينا بالتعاون بين “الثورة” وبين هذه القوى النزيهة، فالثورة بمفردها، لم تقدر على تحرير البلد.
التسوية الحكومية
الى متى تستمر التسوية الحكومية المستجدة؟
من يصدق ان عودة الثنائي الشيعي إلى الحكومة كانت استجابة لمطالب الناس؟ وهل أحد من اللبنانيين لم يطرق الجوع أبوابه؟ كل الموضوع أن أوامر إيرانية صدرت بالتسهيل. ورغم حرصهم على تسمية أنفسهم بالثنائي الوطني، إلا أنهم “ثنائي شيعي” بامتياز، كما أننا مكون سني نفاخر بسنيتنا. لا تتذاكوا علينا، فأنتم مسؤولون عن الجوع والانهيار. ولن يقوم وطن بدون عدالة: فيجب أن لا ننسى أن هناك جريمة إبادة جماعية سقط نتيجتها 240 شهيداً إلى الآن. وإذا كنتم تعتقدون أنكم قادرون على منع التحقيق فأنتم مخطئون. وعلى كل الأحوال، فإن محكمة الرأي العام أدانتكم قبل صدور الحكم النهائي. نحن مع صدور القرار الاتهامي واستكمال المحاكمة، ولكن حزب الله ينسفها خوفاً من أن يلتف الحبل حول رقبته. فهذه الجريمة مكونة من جزأين، وعلى الأقل يتحمل حزب الله والنظام السوري مسؤولية استقدام النيترات وتخزينها في المرفأ وحمايتها خلال سبع سنوات، واستخدام جزء منها في سوريا، وجزء آخر في عمليات حزب الله في الداخل والخارج. أما الجزء الثاني، فإنني أميل إلى أن الإسرائيلي هو من فجر، كما تسبب بتفجيرات في أكثر من منطقة. وهذا ما اعلنه أحد المسؤولين الإسرائيليين في الدقائق الأولى من الانفجار ليعود ويتراجع عن كلامه. وحتى ترامب اعتبر في وقتها ان هناك “هجوماً” حصل في لبنان، ولكن فيما بعد، صمت الجميع بما فيهم “حزب الله” لأنهم رأوا هول الجريمة التي لا يمكن لأحد أن يتحملها..
مخاض يسبق الانفراج
نحن في مخاض قد يكون صعب جداً جداً، على مستوى المنطقة ككل، ولكنني أرى نوراً في نهاية النفق. ومن وجهة نظر امنية بحتة، فإن “حزب الله” والتيار الوطني الحر لا يريدون الانتخابات. في مقابل ذلك، فإن الضغط الدولي أقوى من قدرتهما على التعطيل. قد تتأخر لشهر او شهرين، ولكن لا قدرة لحزب الله على “تطيير” الاستحقاق.
البرنامج الانتخابي
ما هو برنامجكم الانتخابي، والرؤية المستقبلية؟
العنوان الأساسي للبرنامج رفع القبضة الإيرانية عن لبنان وتحريره من الخاطف الإيراني، وبعد ذلك لكل حادث حديث. ولن أشارك في الانتخابات إلا تحت مشروع وطني بهذا العنوان، وإلا إذا التهينا بالعناوين الجانبية، فإننا لن نصل إلى نتيجة. أنا مقاتل في معركة تحرير لبنان من الهيمنة الإيرانية. حرروا لبنان، ولن تنتظروا بعدها أكثر من ثلاثة أشهر ليقف البلد على قدميه من جديد.
فالعجز في البلاد ناتج عن تراكمات من النهب تحت عناوين مختلفة، وعندما نحقق ميزانية متوازنة، تستعيد الليرة قيمتها، وربما عادت أقوى من الدولار.
الدعم الاماراتي
هل تلقيتم او تتلقون دعما من دولة الامارات؟
لم نتلق دعماً من أحد أبداً، رغم تواصلنا مع العرب لتكوين مشروع عربي لبناني في مواجهة المشروع الإيراني. ولم يقصر العرب في المرحلة الأولى. ولكن الآن نحن لدينا خطة بديلة حيث تضم لائحتنا 11 مرشحاً، ستوزع الكلفة على المرشحين ضمن حدود المعركة الانتخابية.
طاولة الحوار
هل طريق الحوار الذي دعا اليه رئيس الجمهورية سالكة، وماذا يمكن ان يحقق؟
بالنسبة للحوار “يطعمهم الحج والناس راجعة”، فمن لم يستطع إنجاز حوار في السنتين الأوليين لن يستطيع إنجازه الآن، والأمر لا يعدو أن يكون محاولة إضفاء هالة من الأهمية للأشهر الأخيرة من العهد. في المقابل، فإن أهم طاولة حوار قادها الرئيس ميشال سليمان عام 2012 وأنتجت صيغاً توافقية، ولكن حزب الله انقلب عليها عند تحقق المصلحة من الانقلاب.
والاستراتيجية الدفاعية لا يقرها السياسيون بل الضباط ورجال الأمن. ولكن السلطة السياسية منبطحة أمام حزب الله، والثلاثية الخشبية لم تعد تجدي نفعاً. فمن هم المقاومون الأساسيون؟ وسام عيد ووسام الحسن وسواهم، الذين عملوا على تفكيك شبكات التجسس الإسرائيلية في أول دولة عربية. في المقابل، هم منافقون يتغطون بالقضية الفلسطينية. وفيلق القدس لم يطلق طلقة واحدة في فلسطين بل كان قتاله في كل الساحات العربية.
القدس، فتحها عمر وحررها صلاح الدين، وسيحررها أحفاد عمر وصلاح الدين.
اين انتم من المجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان؟
أنا والدكتور فارس سعيد أصدقاء، وإطلاق المجلس الوطني لمقاومة الاحتلال الإيراني هو في الاتجاه الصحيح لأن الأولوية هي رفع الاحتلال الإيراني، وهو ما يفتج الباب للتنسيق بيننا.
هناك ثلاث جبهات يفترض ان تتواصل في ما بينها: جبهة المعارضة التي تضم سامي الجميل ونعمة فرام وبعض القوى الثورية، إضافة إلى الجبهة السيادية التي تضمنا مع القوات والأحرار وبعض مجموعات الثورة، إضافة إلى المجلس الذي أطلقه د.سعيد مؤخراً، ونأمل ان يخرج الكل عن الشخصانية.
الا تعتقد ان المجلس المذكور يستعيد تجربة قوى 14 آذار التي لم تتجرأ على الحكم ؟!
روح 14 آذار كانت مهمة، صحيح انها واكبت الخروج السوري من لبنان، ولكنها لم تتمكن من إنشاء الدولة المنشودة. وكنا نأمل ان تتمكن الثورة من مواكبة الخروج الإيراني من لبنان، ولكنها خلقت روحاً مهمة جداً بمعزل عن حركة الشارع.
هنا، دعوة للثوار بأن “يضعوا أرجلهم على الأرض” والتعاون مع أحزاب لا مأخذ على وطنيتها والسيادة والنزاهة، يمكن أن يعول عليها.
هل من كلمة أخيرة للشعب اللبناني، والطرابلسي خاصة؟
إنها فرصة لتساهموا ديمقراطياً برفع اليد الإيرانية عن المنطقة التي تشكل علة العلل وسبب المآسي في لبنان والمنطقة. لا تحجموا عن التصويت، واختاروا من يتوافق مع هذا الطرح الذي يناسب البلد.
ولطرابلس أقول: ” ليس بالصدفة هناك حصار علينا، بل بسبب موقفنا السياسي. واجهنا معا الوصاية السورية. عوقبنا، وتمت شيطنتنا وساهمت السلطة التي وصلت إلى الحكم بمباركة الوصاية السورية في هذا الأمر. لدينا كل مقومات النهوض الاقتصادي التي يعرفها الجميع، بدءاً بالمعرض، مروراً بالمصفاة، والمنطقة الاقتصادية، وصولاً إلى مطار رينيه معوض… لذلك، فإنكم عندما توصلون أناساً يساهمون في تشغيل هذه المرافق، فإن العيش الكريم ينتظركم. نحن واجهنا الوصاية السورية وفضلنا موقف الكرامة على الجوع، وصمدنا ولم نغير قناعاتنا، وكونوا أكيدين أنتم خط الدفاع الأساسي عن البلد والهوية العربية للبلد.
صحيح أن “حزب الله” قد زرع مرتزقة في ما بينكم، ولكنكم عندما تأخذون القرار، فباستطاعتكم إخراجهم في 48 ساعة. وروح المدينة اكبر من قدرة حزب الله على السيطرة عليها وإخضاعها.