نعم أنا كاتب مأجور- عمر سعيد
نعم أنا كاتب مأجور.
كثيرة هي المرات التي حصلت فيها على تعليقات على مقالاتي عن القوات اللبنانية، وقياداتها، بالماسنجر أو تحت المنشور، أو في الواتس آب، تعليقات تقول بأني كاتب مأجور، حتى اكتشفت، وتأكدت من صحت ما اتهمت به، فقد نبهتني تلك التعليقات إلى كوني فعلًا كاتبًا مأجورًا.
فشكرًا على تلك التعليقات التي جعلتني أفهم وأعي.
في كل مرة أكتب فيها مقالة أحصل بدلًا عن أتعابي وقبل أن يجف عرقي، إذ أفاجأ بإعادة نشر تلك المقالات عدة مرات.
وفي أكثر من مرة، وصلتني مقالة عبر أصدقاء في المهجر، بعد أن لفت تلك المقالة العالم، وعادت إلي.
بعد رسالتي إلى أحمد، والتي انتشرت كثيرًا، أفقت من نومي على رسالة في ماسنجر الفيس بوك تطلب رقم هاتفي، لأن مسؤولين يرغبون بالاتصال بي!
بعد أقل من نصف ساعة رن هاتفي باتصال من مسؤول التنشئة السياسية في حزب القوات، يشكرني فيه على كتاباتي.
في اليوم نفسه وقرابة الساعة السادسة مساء رن الهاتف، فإذ بالمتصل يخبرني أن النائب ستريدا جعجع تريد الحديث إلي.
لم تكن المرة الأولى، بل لقد حصلت على أكثر من اتصال مع قيادت القوات اللبنانية.
ارتكنت ركنا من الغرفة، ورحت أفكر بتعليقات أني كاتب مأجور.
نعم أنا كاتب مأجور، ولم لا أكون؟!
ولم يكتب الكاتب؟! أليس ليقرأه الآخرون؟! في رواية ألف ل باولو كويلو، يصف الروائي العالمي فتاة ظلت تطارده إلى أن التقته.
كما يقاس نجاح الكاتب بعدد المبيعات التي سجلتها إصداراته.
ولأبسط الأمر، يحصل الحمار بين الحمير على رفسة، إما يوجهها، أو يتلقاها، كما يحصل الكلب بين الكلاب على عضة، إما يغرزها، أو ينالها.
فعلام سيحصل الكاتب بين القراء؟!
هل يتوهم البعض أن رد فعلي اتجاه تفاعل القراء مع مقالاتي لا يمنحني شعور نشوة وفرح وعزيمة؟!
هل يفهم هذا البعض معنى أن يتصل بي سمير جعجع وستريدا جعجع وبعض قيادات القوات اللبنانية لتشكرني على مقال؟!
إنه بالنسبة لي أرفع الأجور وأعلاها.
نعم. لأن في ذلك تقدير لذاتي يمنحنيه أشخاص يخبرونني باتصالاتهم أنهم يقرؤون ويتابعون، ويحرصون على التواصل مع كل الذين يرونهم من مقومات بناء الوطن.
ولأني كاتب أفرح كثيرًا باتصالاتهم، وأشكرهم في أعماقي ومنها.
وهذا هو أجري الطبيعي الذي أستحقه!
ولأن كل جهد يكافأ، ولأن الآية في القرآن الكريم تقول:
“فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره” ٧-٨ من سورة الزلزلة.
هي قاعدة كونية..
يعنيني وجدًا أولئك الذين يرون، ويسمعون، ويقدرون.
أنا فعلا كاتب مأجور، وأحصل على أجري من القوات اللبنانية قراءة، وإعادة نشر، ومتابعات، واتصالات شكر، وتقدير.
وهذا يعظم هذا الحزب في فكري، ويجعلني افتخر بأني كاتب مأجور لحزب القوات والقواتيين .
عمر سعيد