حمدان العميل يبقى عميلا… وهذه بعض النقاط على حروف حلقة خليفة-حمدان
بعد الاستماع إلى حلقة طوني خليفة مع مصطفى حمدان يتبيّن الآتي:
أولا، خليفة استدرج حمدان للكلام عن الشهيد بشير الجميل والدكتور سمير جعجع من أجل استجلاب ردود فعل وتسليط الضوء على حلقته واستطرادا برنامجه.
ثانيا، يعرف خليفة سلفا موقف حمدان من الجميل وجعجع وجوابه على هذا المستوى، وبالتالي هو شريك في كل كلمة قالها حمدان، لأن الأخير لم يأت من تلقاء نفسه على ذكرهما في سياق حلقة سياسية، بل كان المطلوب ان يتكلم عنهما من أجل ان يسلط خليفة الأضواء على حلقته.
ثالثا، كلام حمدان عن بشير الجميل موضوعي جدا ومنطقي وغير استفزازي، بمعنى انه كان على استعداد لقتله في العام 1982، أي في زمن الحرب والانقسام والاقتتال، ولكنه اليوم في العام 2018، تاريخ تصوير الحلقة، ليس في هذا الوارد لأن بشير الجميل، وهنا الكلام لحمدان، يشكل رمزية معينة، وان له، اي حمدان، أصدقاء في الجيش وقدامى القوات يحبون بشير، وبالتالي هو يحترم رمزيته.
رابعا، ردة فعل اي انسان في الحرب تختلف عن ردة فعله في السلم، ومن هذا المنطلق كلام حمدان عن بشير الجميل يختلف بين عامي 1982 و2018، ما يعني ان استعداده لقتل بشير هو في الأمس لا اليوم، بل اليوم، ونكرر، يحترم رمزيته.
خامسا، هجوم حمدان الفعلي كان على سمير جعجع وليس بشير الجميل، واستخدمه مصطلحات وتوصيفات معينة نترك للقضاء محاسبته عليها، ولكن العبرة الأساسية من الحلقة انه تصالح مع تاريخ بشير الجميل ويريد تصفية الحسابات السياسية مع سمير جعجع بإعادة إدخاله إلى المعتقل، فيما رمزية الجميل لا تختلف عن رمزية جعجع الذي يمثِّل وجدان بيئته السياسية ويشكل رمزا نضاليا ووطنيا، ومن هنا وقع حمدان في خطأ قاتل وهو ان مشكلته ليست مع من استشهد، بل مع من يواصل مسيرة بشير الجميل، لأنه ضد كل هذا الخط السياسي، ولو قيِّد ان يكون بشير الجميل على قيد الحياة اليوم لقال عنه الكلام نفسه الذي يقوله عن سمير جعجع.
سادسا، مشكلة حمدان الفعلية هي مع سمير جعجع وخط سمير جعجع وقضية سمير جعجع التي هي قضية بشير الجميل وآلاف الشهداء، وهجومه بهذا الشكل على جعجع مرده لأن رئيس القوات يجسِّد القضية والثوابت اللبنانية التي لا تلتقي مع أمثال حمدان التبعيين لنظام أمني سوري، وكانوا جزءا لا يتجزأ من تركيبة النظام الأمني السوري، ولا يعرفون معنى لبنان، وهم أعداء لكل من هو مع السيادة والاستقلال والحرية.
سابعا، كنا نربأ بحزب معيّن الابتعاد عن المزايدة وتسجيل المواقف، بل شكلت حلقة خليفة مناسبة ليشجب التطاول على الجميل وجعجع معا، ولكن فالج ما تعالج.
ثامنا، حمدان نكرة سياسية ولا يستحق، ربما، الرد عليه، بل هو صوص صغير يتقصّد الهجوم على الكبار ظنا منه انه في مستواهم ومن اجل أيضا استرضاء النظام السوري وغيره بغية تأمين مأكله ومشربه، ولكن اين أصبح حمدان اليوم وأين القوات وزاريا ونيابيا وشعبيا ولبنانيا وعربيا ودوليا… نكرة سياسية بالتأكيد.
وفي الختام… حمدان العميل يبقى عميلا…
المصدر : الوضوح في الموقف