سياسة الأرض المحروقة.. مليشيات الحوثي تفجر الجسور والبنى التحتية في اليمن
تتفاقم معاناة اليمنيين جراء إرهاب الحوثي، هذه المرة بتعمد تفجير الجسور الرابطة بين محافظات اليمن، في اتباع لسياسة الأرض المحروقة.
وتترك مليشيات الحوثي بعد كل هزيمة عسكرية تتعرض لها بنية تحتية مدمرة، إذ تلجأ لتفخيخ الطرقات وتفجيرها بالعبوات الناسفة في مسعى لكبح تقدمات قوات المقاومة المشتركة والجيش اليمني.
أحدث هذه الجرائم التي ارتكبتها مليشيات الحوثي تفجيرها المتعمد للخطوط الرئيسية الرابطة بين محافظات تعز وإب والحديدة، وتحديدا تلك الواصلة إلى مديرية حيس التي حررتها القوات المشتركة مؤخرا.
وتحد سياسة تفجير شبكة الطرقات الواصلة إلى الحديدة من حركة ملايين اليمنيين، كما تقيد حركة شاحنات الإغاثة والناقلات التجارية خصوصا أن المحافظة تضم ميناء حيويا يحمل الاسم ذاته، ويمد ملايين اليمنيين بالغذاء.
وقالت مصادر محلية لـ”العين الإخبارية”، إن مليشيات الحوثي فجرت أكثر من 6 جسور متوسطة في مفترق طرق رئيسي يربط تعز والحديدة وإب، وذلك بعد هزائمها على أيدي القوات المشتركة جنوبي الحديدة وغربي تعز.
كما فجرت مليشيات الحوثي أكثر من 10 عبارات مياه في خطوط “الحديدة-تعز” والحديدة – إب (العدين) و”سقم” في مديرية مقبنة، وجميعها تصل إلى مديرية حيس الواقعة أقصى الجنوب الشرقي من المحافظة الساحلية، وفقا للمصادر.
وليست هذه المرة الأولى التي تفجر فيها مليشيات الحوثي الطرقات، حيث سبق أن فجرت عشرات الجسور في مديريتي “دمت” و”مريس” و”قعطبة” في محافظة الضالع، وأخرى في محافظة البيضاء خصوصا تلك التي تربط صنعاء وعدن.
سياسة الأرض المحروقة
وقال مدير مديرية حيس مطهر القاضي إن المليشيات الانقلابية ألحقت أضرارا فادحة بالبنية التحتية في المناطق المحررة حديثا، بمديرية حيس بمحافظة الحديدة، قبل اندحارها على يد القوات المشتركة.
وأكد القاضي في بيان له أن المليشيات فجرت الجسور وعبارات المياه في خط الحديدة تعز وخط العدين وخط سقم، قبيل فرارها إلى مديرية مقبنة التابعة لمحافظة تعز ومديريتي جبل راس والجراحي بمحافظة الحديدة.
المسؤول اليمني كشف أن المليشيات الحوثية المدعومة من إيران تعمدت تدمير البنية التحتية رغم إدراكها أن تفجير الجسور والعبارات لن يؤثر في سير العمليات العسكرية التي خاضتها القوات المشتركة والتي تكللت بتحرير كامل مديرية حيس حيث إنها لا تحتاج كثيرا العبور في تلك الخطوط، فهناك طرق ترابية وفرعية.
إجراءات يائسة
من جهته، قال رئيس الدائرة الإعلامية للمكتب السياسي للمقاومة الوطنية محمد أنعم إن مليشيات الحوثي عمدت لتفجير كافة الجسور ونسفت بالعبوات عبارات المياه.
كما “قطعوا الطرق بالحواجز والأتربة وحفروا الخنادق، ورغم ذلك لم يستطيعوا إيقاف تقدم القوات المشتركة الذين انطلقوا لخوض المعركة بعزيمة لا تقهر”، على حد قوله في تدوينة عل حسابه في موقع “تويتر”.
وتقول تقارير دولية إن تفجير المليشيات للجسور والطرق الحضرية حالت دون إمكانية وصول الأشخاص والمركبات إلى أجزاء واسعة من اليمن، وخلفت آثارا سلبية على التجارة والحركة والقدرة على الوصول إلى الخدمات المحلية، مثل الأسواق والمرافق الصحية والمدارس.
وقدر تقرير حديث للبرنامج الإنمائي التابع للأمم المتحدة، خسائر حرب مليشيات الحوثي منذ 7 أعوام بحوالي 126 مليار دولار، بما فيها تدمير البنية التحتية سيما تفجير الجسور وشبكة الطرقات الواصلة للمدن.