يديعوت أحرونوت: عملية الأحد كانت فخا للإيرانيين لتدمير قدراتهم في سوريا
في ظل الحديث عن مفاجآت و«فخ إسرائيلي»، يجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر، اليوم، لبحث التوتر والتصعيد العسكري الذي شهدته الحدود الشمالية في الساحتين اللبنانية والسورية.
ويصف الجيش الهجوم على سلسلة أهداف إيرانية في سورية، بداعي الرد على إطلاق صاروخ إيراني باتجاه جبل الشيخ، بأنه «فخ للإيرانيين» و«كمين استخباري»، كما أن تل أبيب استعدت مسبقاً لاعتراض الصاروخ.
وأبرزت صحيفة «يديعوت أحرونوت» على صدر صفحتها الرئيسية عنوان «فخ للإيرانيين»، وأن الهجوم خطط له مسبقاً، وأن الصاروخ لم يفاجئ الجهات الاستخبارية.
وكتبت الصحيفة، ان «الاستخبارات النوعية» في الجيش تمكنت من نصب مكمن ناجح، وجعل الإيرانيين يدفعون ثمنا جدياً في سورية.
وحسب التقرير، فإن هذا «الإنجاز العملاني» مرتبط بالجدول الزمني الدقيق وتحليل المعلومات الاستخبارية. وفي هذا الإطار أشار إلى أن التقارير السورية أفادت بأن الهجوم الإسرائيلي الأول نفذ في الساعة 13:00 من يوم الأحد، ورغم تفعيل المضادات الأرضية السورية فإن الهجوم نجح. وبعد نحو ساعة من الهجوم، تم إطلاق الصاروخ الإيراني في اتجاه شمال الجولان السوري المحتل.
وجاء في التقرير، أنه رغم أن إطلاق الصاروخ فاجأ كثيرين، إلا أنه لم يفاجئ ذوي الصلة في الأجهزة الأمنية، والسبب هو «تقديرات مسبقة في شأن نوايا فيلق القدس الرد على الهجوم المنسوب لإسرائيل».
كما جاء أن الإيرانيين كرسوا وقتا وجهدا لإطلاق الصاروخ المتطور والذي يصل مداه إلى 200 كيلومتر، ويحمل رأسا متفجراً بزنة مئات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة، باعتبار أنه بالنسبة للإيرانيين فإن ذلك يعني «ردا جديا» في حال سقط في إحدى مدن الشمال، الأمر الذي من شأنه أن يغير المعادلة.
وأشار التقرير إلى أن الجيش كان على علم بالمخطط الإيراني، ولذلك تم تجهيز بطارية «القبة الحديدية» في الشمال، بحيث تغطي منطقة جبل الشيخ بينما كان آلاف المتنزهين هناك.
وتابع التقرير أن الجيش سمح للمتنزهين بالنزول من جبل الشيخ، والانتظار حتى قدوم الليل للرد على إطلاق الصاروخ، من خلال استهداف أهداف إيرانية عدة في سورية، تشمل مخازن وسائل قتالية ومواقع تدريب ومنظومات مضادة للطائرات، بالإضافة إلى مخازن في مطار دمشق الذي طلبت روسيا من إسرائيل عدم استهدافه.واختتم التقرير بالإشارة إلى «انتصار تكتيكي» فقط، وأن الإيرانيين سيحاولون الرد ثانية وبقوة، الأمر الذي يقتضي «تعزيز الدفاعات الجوية والقدرات الاستخبارية والقدرات الهجومية».
وفي الإطار، هدد وزير الطاقة يوفال شتاينتس، الاثنين، الرئيس بشار الأسد، بوضعه في قائمة الخطر إذا ما استمر في السماح للإيرانيين بترسيخ وجودهم في سورية.
ووفقا لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، قال شتاينتس: «في حال سمح الأسد للقوات الإيرانية بتنفيذ الهجمات على إسرائيل، سيجد نفسه ونظامه في دائرة الخطر، فلا يمكن أن نعيش بوضع تهاجم فيه إيران إسرائيل من سورية والأسد يجلس بهدوء في قصره».
وفي السياق (أ ف ب)، ارتفع عدد قتلى القصف الإسرائيلي الذي استهدف مواقع عسكرية إيرانية وسورية قرب دمشق وجنوبها إلى 21 قتيلا، معظمهم من «الإيرانيين»، حسب حصيلة جديدة أوردها المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس.
وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن: «هناك 15 من المقاتلين الأجانب قتلوا من ضمنهم 12 من القوات الإيرانية» من دون أن يتمكن من تحديد جنسية الضحايا الثلاث، مشيرا إلى «مقتل ستة عناصر من قوات النظام السوري».