إلى إنطوان حبشي شهيدًا أو وطنًا.. (بقلم عمر سعيد)
إلى إنطوان حبشي شهيدًا أو وطنًا..
أنت قواتي إذا انت ممن لا يعنيهم مصدر الرصاص وما يفعله ، فالعين دوما على الوطن لا على القاتل ..
والرصاصة التي قصدتك انت ، إنما كانت تسلك بك طريقها إلى صدر الوطن ..
ليظن القاتل الواهم أن الاوطان أجساد يسهل تصفيتها ، ولكم منعته حماقته من فهم أن الأجساد أوتاد تثبت الوطن على قمة الخلود والبقاء والحلم ..
إلى ذلك العتمي المتخفي نقول : يا قاتلي ما ضير أن نموت جميعنا ، ما دام سيولد من أرواحنا الوطن ، لأننا نموت على ثراه ، وعلى صخوره يسيل دمنا إشارات هداية للصديقين والرسل ، فنحن الارض و نحن السماء ونحن الوطن ..
واجساد الرجال الرجال غابات غائرة الجذور غزيرة التنامي ، تجددها الأمطار الدماء ، و مهما تقطع من أغصانها تعود لتتشابك وتنفرد مجددا في وجه العواصف والريح ، لتظل اعشاش البلابل والحساسين تصدح حبا كلما حل صبح أو غروب ..
فلن يموت وطن اسواره من عظام القوات الشهداء ، ولن يجف دم يضخه قلب مسيح على صليب منذ أكثر ألفي عام .. ليظل يقوم إنسانه محابس وصوامع قداسة ، وكنائس تردد أجراسها في جوف السماء : ” وحياة اللي راحو ، ما بينعسوا الحراس ” .
عمر سعيد