السعودية لـ عون: مصاري مافي
لقد ولى ذلك العهد الذي تقدم فيه السعودية مساعدات لأي دولة في المنطقة ، دون تحصين هذه الدولة داخلياً من الإحتلال الإيراني ، فالملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان ، لديهم نهج سياسي واضح حيال تدخلات إيران في المنطقة
و لايمكن للرياض أن تقدم أي مساعدة مالية للبنان اليوم ، في ظل وجود رئيس جمهورية مثل ميشال عون يفتخر بتحالفه البغيض مع ميلشيا حزب الله ، ويتلقى أوامره من حارة حريك ، أي من حسن نصر الله زعيم الميليشيات الإيرانية في لبنان
وقد أجرت السعودية خلال السنوات الخمس الماضية ، مراجعة شاملة لكافة الطرق والوسائل التي تتعامل فيها مع لبنان ، لأن القيادة الحالية في المملكة ، تمتلك مشروعاً واضحاً في مكافحة الإرهاب الإيراني العابر للحدود ، وحزب الله أحد أدوات ذلك الإرهاب
فعلى الصعيد الدبلوماسي أبقت المملكة سفارتها في بيروت مفتوحة ، و لم تقطع مع لبنان بشكلها العوني الحالي شعرة معاوية ، وحافظ السفير السعودي في لبنان وليد البخاري على علاقة متوازنة مع جميع الطوائف والمكونات ، وشطب حزب الله وحلفائه من أجندة زياراته وتحركاته
وحتى الزيارة الرسمية التي قام بها خلال اليومين الماضيين إلى قصر بعبدا ، تم التأكيد من قبله شخصياً ، على أنها جاءت على خلفية دعوة رسمية تلقاها من رئيس الجمهورية ميشال عون ، وفي البيان الذي تلاه من داخل قصر بعبدا ، عبر الرجل عن موقف بلاده الصريح والداعي لإحترام سيادة لبنان
و في الإطار العسكري توقفت المساعدات السعودية للجيش اللبناني ، لأن هذه المساعدات يجب أن تسهم في تقوية هذه المؤسسة العسكرية الدستورية ، وليس إستعمال هذا السلاح لقمع الشعب ، و مواجهة المتظاهرين ، والهروب عندما ينزل إلى الشارع عناصر حزب الله
و في الإطار السياسي و الحكومي ، لم تتصل السعودية بميشيل عون ، و لم يحظى رئيس الحكومة الحالي والمصرف للأعمال حسان دياب بفرصة التحدث مع مسؤول سعودي ، و لم تبارك السعودية تسميته ولا حكومته أبداً
و تجاهلت المملكة بثقلها المعروف ، صفقة الرئيس الفرنسي ماكرون الفاشلة حيال لبنان ، لأنها تعوم حزب الله وتعيد تأهيل حلفائه في الساحة اللبنانية ، وباتت تلك الصفقة في مهب الريح ، ومجرد طبخة بحص بعد فشل الفرنسيين في إجبار المفسدين التابعين لحزب الله وإيران على تشكيل الحكومة
وبالمختصر المفيد تقول السعودية لميشال عون ، و من يلف لفه : مصاري سعودية مافي ، فلماذا تعطي السعودية لبنان أموالاً ثم تصبح الأموال لاحقاً بحوزة حزب الله ، و يستعملها في تهديد لبنان داخلياً ، والدول العربية والخليجية منها تحديداً
وهناك رؤية سعودية حول لبنان تؤسس لضرورة الأخذ بعين الإعتبار ، بمسائل سيادية تفضي في المحصلة لإنفراجة إقتصادية كبرى ، والسيادة في لبنان لايمكن أن تقوم بوجود سلاح غير شرعي بحوزة عناصر حزب الله الإرهابي .
عبد الجليل السعيد _ راديو صوت بيروت انترناشيونال