قضايا الارهاب

قيادي سابق في “جبهة النصرة” يكشف دور مخابرات الأسد بدعم المجموعات الإرهابية

 كشف القيادي والشرعي السابق في “جبهة النصرة”، علي العرجاني المعروف بأبي الحسن، عن دور مخابرات الأسد بالسماح لزعماء “تحرير الشام” الحاليين بتسهيل وجودهم وتحركاتهم فضلا على تجاراتهم والدعم المالي الذي يقدم لهم.

وجاء ذلك خلال سرد العرجاني، عبر قناته في “تلغرام”، قصة خروجه مع أبرز قياديي “تحرير الشام” حالياً من درعا بالجنوب السوري إلى إدلب مروراً بمناطق سيطرة أسد والحواجز العسكرية في أواخر ديسمبر/ كانون الأول 2015.

وقال العرجاني إن أبو مارية القحطاني (ميسرة بن علي الجبوري) القيادي السابق في “جبهة النصرة” والمقرب حالياً من قائد “تحرير الشام” أبو محمد الجولاني، قرر “شد الرحال إلى إدلب والتي لا يمكن الوصول إليها بسبب الطرق المقطعة وبُعد المسافة ومع ذلك كان يسعى لذلك حتى أنه أخبرني في يوم بأنه فتح علاقة مع الأردن عن طريق بعض الشخصيات التي انتسبت لـ”الموك” وأنه سيعمل على خروجنا من طريق الأردن، لكن رفضت ذلك”.

وأضاف العرجاني إن “القحطاني رتب طريقا لخروج قيادي جبهة النصرة من درعا إلى إدلب، وأخبره أنه “تم شراء هذا الطريق بالمال لنخرج إلى هناك وسنخرج بعد يومين أو ثلاثة، وكل تصوري حينها بأن الخروج سيكون خاصا بعدد خاص ومن طرق تهريب كالعادة”.

وأشار العرجاني إلى أن الخروج من درعا كان على عدة دفعات، وعند الوصول إلى الحاجز الفاصل بين مناطق الجيش الحر وميليشيا الأسد، “كان الضباط على الحاجز يستقبلوننا بالابتسامات وبدؤوا بِعَدِّ كل من في الرتل مع عدد الأسلحة والنظر إلى أشكالنا وتفحصها، ولما انتهوا وبدأنا بالتحرك قال أبو مارية القحطاني فليركب الشيخ العرجاني مع أبي عامر في سيارته وهو ضابط الارتباط بين الجيش الأسدي وبين جماعة الشرقية، وهو من ريف الدير كان قد التحق بالجيش الأسدي بعد سيطرة داعش”.

وتابع العرجاني أن “الأرتال تحركت ويتقدمها سيارة ضابط المنطقة ثم سيارة ضابط الارتباط فدخلنا من درعا إلى الشام وكان بانتظارنا على الطريق ضباط المنطقة الثانية فاستلموا هم عبورنا بعد انتهاء مهمة تلك المنطقة وكل هذا ونحن نمر بالطرق الرئيسة والحواجز وأنا في ذهول مما أشاهد، بل مررنا بنقطة استراحة على الطريق الرئيسي ليأخذ من يشاء استراحة دقائق ويشتري ما يشاء، ثم مررنا بحمص ثم إلى حماة وكل هذا ونحن على الطرق الرئيسية وبين المدن وبعضها يمر بالسوق ومهمة ضباط كل منطقة تمريرنا على الحواجز دون أن يوقفنا أحد، إلى أن وصلنا إلى حماة وكان هناك الازدحام الأكبر للجيش الأسدي وتمركزهم لأنها خط مواجهة”.

وأكد العرجاني أن الطريق من درعا إلى إدلب لم يكن كما قال القحطاني بأنهم “اشتروا الطريق بالمال وليس كما ظننا بأنه أشبه بالتهريب بل هو اعتماد الجيش الأسدي بمخابراتهم إيصالنا لإدلب لغاية”.

وأوضح أنه خلال وجوده في السيارة إلى جانب “ضابط الارتباط” قال له الضابط “قدمت طلبا للقيادة الأسدية والروسية لنقلكم إلى إدلب وتمت الموافقة عليه من قبل القيادة الروسية”، وعند سؤاله عن فائدة نقلهم، أضاف أنهم “جماعة مستفاد منها من قبل الأنظمة والمخابرات وأظن أن هذا أصبح من أوضح ما يكون بعد كل تاريخهم الحافل بالخيانات”.

وأكد العرجاني أن كل قياديي “جبهة النصرة تم نقلهم من درعا إلى إدلب وهم جميع قيادات الشرقية وجنودهم ورؤوسهم كالقحطاني ومظهر الويس، ورؤوس أمراء درعا كأبي جليبيب الأمير العام وسامي العريدي الشرعي العام والأمني العام مقداد الأردني ومجموعة معهم .. وغيرهم من القيادات في تلك الرحلة”.

وكان العرجاني شرعيا في “جبهة النصرة” قبل أن يعلن الانشقاق عنها في 2016 بسبب قتال الجبهة لفصائل الجيش الحر و”سفك الدماء، وعدم القبول بالتحاكم الشرعي والكذب الإعلامي” حسب ما يقول.

وتأسست “جبهة النصرة” في 2012 وكانت تابعة لتنظيم “القاعدة” قبل أن يعلن أبو محمد الجولاني فك ارتباطه بـ”القاعدة” في 2016 وتشكيل ما يسمى “جبهة فتح الشام” التي اندمجت مع  “جبهة أنصار الدين” و”جيش السنة” و”لواء الحق” وحركة “نور الدين الزنكي” وتشكيل “هيئة تحرير الشام” في 2017.

وخلال الأشهر الماضية تحاول “تحرير الشام” تلميع صورتها أمام الدول الغربية لرفعها عن قوائم الإرهاب، إذ ظهر الجولاني مع صحفي أمريكي مارتن سميث في إدلب بزي جديد مخالفا لظهوره المتكرر سابقاً.

المصدر: أورينت نت

Show More

Related Articles

Back to top button