تحت المجهر

هل يُخدَع الشعبُ اللبناني مرتين؟

يعودُ حزبُ الله الى تجربةِ حافظ الأسد لضربِ القواتِ اللبنانية وشرذمةِ معارضيه عبرَ استنساخِ حالةٍ جديدة تشبهُ الحالة العونية في التسعينات.

عَمَدَ الحزبُ في الأيامِ الماضية إلى إطلاق ِ حملةٍ جديدة لتشويهِ صورةِ القواتِ اللبنانية وسمير جعجع مُستخدماً هذهِ المرة بعضَ الأحزاب ِ التقليدية (حزب الكتائب وبقايا الأحزاب اليسارية والعلمانية) ووجوهاً من قياداتِ الثورة مثلَ الدكتور أنطوان سعد و سامي الجميّل بالإضافة لجيشهِ الإلكتروني ووسائلِ إعلامِه الصفراء الذين تحوّلوا إلى منصة لمهاجمةِ القوات بشكلٍ متواصل وتحميلِها كلَّ أسباب ِ الفشل في لبنان بالإضافة إلى رفضِ جبهةِ المعارضة التي يَعملُ سمير جعجع على تشكيلِها باعتبارها إعادة َ تجميعٍ للقوى السِّيادية المعارِضة لسيطرةِ حزبِ الله وإيران على لبنان.

ألتجربة بالشكل تُشبهُ تجربةَ حافظِ الأسد في التسعينات يومَ راهنَ على التيارِ العوني لشرذمةِ وتدميرِ المنطقة الشرقية المحرّرة. يومها هاجمَ الإعلامُ العونيُ بدايةَ الأمر الاحتلالَ السوري ليكسبَ القواعدَ الشّعبية و ليعطي حركتَهُ مصداقيةً ثم عَمِلَ إعلامُهُ على شَيطنةِ القواتِ اللبنانية عبر تصويرِهم كقطّاعِ طُرق وتجّارِ مُخدّرات ليَعودَ ويُهاجمَهم بالقوّةِ والنّار في حربِ إلغاء ٍ جُنونية ليقضي على آخر ِ قوةٍ سيادية بوجهِ الإحتلال ِ السوري فَسًقطت المناطقُ المُحرّرة وتحقًّقَ حلمُ حافظِ الأسد بالسيطرةِ الكاملة على لبنان.

اليوم ومع اتِّساعِ نطاقِ الثورةِ الشعبية وتشَتُّتِ قياداتِها نَجحَ حزبُ الله في استقطابِ العديدِ من راكبي موجةَ الثورةِ منَ الوجوهِ البارزة الطَّامحة إلى الوصولِ للسلطة بأيِّ ثَمَن، وَ استَخدَمَهم كَحِصانِ طَروادة لِتَدميرِ القوى السيادية من الداخل و للتَّصويبِ على القواتِ اللبنانية ومهاجمتِها وتحميلِها كلَّ الوَيلات في لبنان وحَرْفِ الأنظار ِ عنِ الطبقةِ السياسيةِ الفاسدة التي يُديرُها الحزبُ الإيراني والتي تَتَحكَّمُ بكلِّ مَفاصلِ الدولة وَ المسؤولة عن كاملِ الفسادِ والسرقة والنَّهب المُنَظَّم لِخزينةِ الدولة.

حزبُ الله يُراهنُ على الوجوهِ الجديدة كما رَاهنَ حافظُ الأسد على التّيارِ العونيِّ لِفَرضِ سيطرةِ إيران الكاملة على لبنان فهل يَستطيعُ خداعَ الشعبِ اللبنانيِّ والمسيحيِّ تحديداً كما خَدَعَ حافظُ الأسد الشعبَ اللبنانيَّ و المسيحيَّ بالحالةِ العونية في السّابق ؟ وهل يُخدَعُ الشَّعبُ اللبنانيُّ مَرَّتين؟

تادي عواد

Show More

Related Articles

Back to top button