حزب الله يريد إخفاء الحقيقة
بنفس الطريقة التي نفذ فيها حزب الله و من خلفه إيران كل عمليات الإغتيال السياسي البشعة في الماضي ، يعبد حزب الله الطريق لإخفاء كل معالم جريمة إنفجار مرفأ بيروت ، وليس آخرها محاولة إغتيال نجل رجل الأعمال السوري المتهم بذلك في دمشق
فمحاولة اغتيال ابن جورج حسواني في الشام و الذي ورد اسمه في قصة باخرة الأمونيوم و التحقيق في موضوع المرفأ ، تمثل محاولة خطيرة لإعاقة عمل القضاء اللبناني وعلى السلطة اللبنانية المطالبة بتحقيق دولي فوراً
ويعمد حزب الله والنظام السوري و إيران إلى طمس كل الحقائق رويداً بما يخص تلك الجريمة النكراء ، ويساعدهم في ذلك عهد عوني فاشل ومتواطئ حتى النهاية ، و شعب مسكين مستكين خائف وصامت ونسي حتى أنه قام بثورة شعبية قبل أشهر
والمصائب لا تأتي على لبنان فرادى بل دفعة واحدة ، فرائحة الفساد التي تزكم أنوف الناس ، بدأت تفوقها رائحة التحويلات المالية المال العام الذي تم نهبه ، وشرع السارقون بفضح بعضهم أو بمقايضة فضائح بعضهم ، كي يتفاوضوا على ذلك
و إزاء هذا الوضع المترهل في الدولة و المجتمع تبرز أزمة فيروس كورونا ، التي تسببت بإغلاق عام لا يعي من فرضوه تبعات الفقر الذي خلفه والحاجة لدى الناس الذين يعانون بسببه ، و لا وعود يستطيع عون تنفيذها ولا حكومة على رأس عملها و متاجرة بحياة الناس في لبنان
والتجارب العالمية بيّنت أنّ الاقفال العام لمدة تقل عن شهر لا يعطي أي نتيجة ضد انتشار الكورونا والقرار اللبناني بالاقفال بين ١٤ و٢٥ كانون الثاني الجاري يضر بموارد الفقراء من دون أن يجدي الصحّة نفعاً وبدل ان يفكروا يمضون وقتهم في التقاتل فيما الشعب كان ويبقى ويستمر ضحيتهم
ولم تكن خطة إيصال ميشال عون الى السلطة تهدف يوماً إلى توحيد اللبنانيين ولا الى تفعيل الدولة ، بل كانت في الأساس ، وانطلاقاً من معرفة دقيقة بتطلعات عون واندفاعاته وارتباطاته ومصالحه وتاريخه ، من أجل تفكيك الدولة وإدخالها ، في صراعات أنانية تتستّر بالأبعاد الطائفية والمذهبية
وإنّ أكثر الأضرار التي تصيب الحالة النفسية ، يتسبّب بها الشعور بالعجز وينطبق ذلك على الافراد كما على الدول وهذه حال اللبنانيين بفعل واقع سياسييهم ، عاجزون ومحبطون و مدمرون ، و لا من مساعدة واقعية لتسقط هذا العهد و هذه الطبقة من العملاء مالم يتحرك المجتمع نفسه .
عبد الجليل السعيد _ راديو صوت بيروت انترناشيونال