لقد أخرتنا الصلاة .. (بقلم عمر سعيد)
لقد أخرتنا الصلاة ..
لقد أخرتنا الصلاة إذ علمتنا الوقوف مكتوفي الأيدي ، مطأطئي الرؤوس نتمتم بصوت مكتوم ضعفاً ورجاء وشكوى، علمتنا الإقامة في ضعفنا، ننتظر قوة غيبية، أن تحل مكاننا في كل شاغلة، وتنوب عنا في كل جهد .
فأوكلنا أمورنا – بسيطها ومكلفها – لغير إرادتنا، واستعضنا عنها لخلاصنا بتورية وخنوع وتمتمات وركوع وسجود ..
فاختصرنا بالظالمين وصفاً لأشخاص محددين معروفين بالاسم والشكل بأذيتهم للخلق .. ووارينا ضعفنا تجاههم باحالة أمرهم لغيرنا من قوى غيبية، لا نعرف عنها شيئا..
وعوضاً عن أن نطيل وقوفنا في وجه الخطأ والفساد والظلم، أطلنا صلاتنا وركوعنا وسجودنا انتظاراً لتبديل حال – أقل ما يقال فيه انه مزر – من السماء.
واستجرنا من العمل بسبحات عددية ورقمية نحمل حبيباتها كل رجاءاتنا العاجزة ..
وأرشفنا حلولاً لكل أزماتنا في حزم من عبارات مقدسة وغير مقدسة، فما أن تلوح من حولنا أزمة، حتى ترى الواحد منا، تناول الوصفة المناسبة من حزم الكلام والأقوال غير المجدية، والتي تجعلنا كالنعام رأسه في الرمال وأردافه تحت مرمى سياط القاصدين ..
لقد جعلنا من صلاتنا كهوفاً؛ نفر إليها من كل هزيمة وانكسار ، وما جعلنا منها منصة انطلاق ونهوض وانتفاض .
وها نحن نحل كل أزماتنا بالكلام في الدعاء والصلاة والتبرير والحوللة والحوقلة والحمدلة والحسبلة..
ولم لا؟!
وقد جعلنا من إلهنا خادمنا وساعي بريدنا ومدبرة منزلنا التي لا تكل.
عمر سعيد