إلى المرأة القواتية .. صديقة ورفيقة
ليس من السهل ان يمر العام 2018 دون أن أكتب لك معبرًا عن حضورك المهيب في روحي و فكري ووجداني ..
وإن سميت بعض الرفيقات ام لم أسم ، فانت هي الرفيقة التي تسكن الوجدان الإنساني والوطني كلما رنت الموضوعية لعقل المتفكر في مسيرة هذا الوطن الذي إن كان يستحقه احد من اللبنانين فأنت أول من يستحقه ..
فكيف لا تستحقينه وأنت الشهيدة ، وأم الشهيد واخته وابنته وزوجته وجبيبته ؟ وانت كل الزغاريد والبواكي ..
فكل الذين كوتهم نار الحرب لم يذوقوا التياع القلب على الفقد كما ذقته أنت ..
فقد أكدت أنت للأرض والسماء أنك مريم الخالدة التي ما جف رحمها عن ولادات يسوع الإنسان ما دام الحق حقا والباطل باطلا ..
وقد أكدت للحياة أن دم الحرية من دم الأرحام ..
وأن ثبات المجد في علوه من ثبات ساعدك على السرير كلما ارق الليل صغيرك ..
وأن بنادق الثوار رصاصها من أظفار أمهات رفضن تأخر إشراقة الصباح على نوافذ خدورهن ..
فأي أرض لا تليق بامرأة خلعت عنها فراشها وقلبها ورحمها لتقدم كل ما أضناها لوطن طرزت أطراف لحافه بأسماء الشهداء ، فامتد سجادة طهارة كلما وفدت إليه السماء .
لذلك فلتقام الصلاة لك عند جلوسك وانتصابك وركوعك ..
ولتكن كل الأعياد من بخور صبرك وإيمانك وثباتك ..
لأنك انت الوطن من قبل والآن وفي الغد ..
و كل عام وأنت بالف خير ..
ولتبق القوات ما بقيت سيدتي .
عمر سعيد