أعذار جبران باسيل أقبح من ذنوبه وفساده
يصدق على الوزير السابق والمعاقب حالياً في لبنان جبران باسيل معاني المثل العامي الشهير ” إجا يكحلها قام عماها ” وبالفعل فإن صهر الرئيس و وولي عهده و الحاكم الفعلي بالعهد القوي سرد من العبارات في آخر ظهور إعلامي له ما يدينه ويزيد من طينة كبائره بلةً
وبغض النظر عن خلفيات المقابلة التي أجريت مع الوزير السابق المعاقب أمريكياً ، وهل هو من توسل لتلك المحطة التلفزيونية حتى تسمح له بالظهور كي يدافع عن نفسه ، أم أن المعنيين في تلك القناة خططوا لذلك دون طلب من باسيل ، فإن المصيبة تكمن في حجم الهراء الذي باح به النائب باسيل و تفوه به أيضاً
فعلى الرغم من سقوطه المدوي سياسياً بعد هذا الموقف الأمريكي بحقه والمتمثل بعقوبات لا تسقط عنه بمجرد قدوم إدارة أمريكية جديدة ، فإن رئيس التيار العوني بدا للوهلة الأولى وكأنه يهرف بما لا يعرف ، ويريد بأي طريقة أن يقول للمشاهد أنه متماسكٌ و قويٌ ولا تؤثر به العقوبات أبداً
وبما يخص ميلشيا حزب الله الإرهابية الإيرانية في لبنان ، فإن جبران باسيل برر تحالفه وعمه الرئيس عون معها بحجة أنها ميلشيا تدافع عن لبنان في وجه إسرائيل وما أسماه الإرهاب ، وهذا أمر بالغ الخطورة ليس في إطار المغالطة فحسب ، بل كذلك بما يرتبط بمنطق إلغاء الدولة وإنهاء دور أهم مؤسسات الدستورية وهي الجيش المعني الأول والوحيد بالدفاع عن البلد
و جبران باسيل لم يدافع عن نفسه حين قال الكثير من الأكاذيب ، بل جلب على نفسه الكثير من الطامات و الكوارث السياسية والإعلامية حين تفتق ذهنه عن معادلة المواجهة المفتوحة مع الولايات المتحدة الأمريكية وأن العقوبات عليه دوافعها شخصية ، وهذه عبارات تعتبر غاية في المهزلة التي يضع باسيل بها نفسه
وكون المشروع الذي يمارسه عناصر حزب الله في لبنان هو مشروع احتلال إيراني ولا مجال لإنقاذ البلاد منه وإنهاء الاحتلال دون سحب سلاح ميلشيا الحزب الذي يتكلم عنه باسيل وكأنه سلاح سلام وإستقرار ودفاع عن مكتسبات دولة ذات سيادة وإستقلال كامل
وأركان الطبقة الفاسدة في لبنان لا يتجرأون على الخروج إلى أي مكان في لبنان وهم بين شعبهم ، فالمنظومة السياسية الفاسدة و حزب الله و جبران باسيل يتعرضون لعقوبات دولية وعزلة كبيرة ، والشعب اللبناني المنكوب يلاحقهم وسيظل يلاحقهم على الدوام
وبحق وحقيق ما يقوم به جبران باسيل هو فساد على مستوى الهوية اللبنانية وتاريخ وحضارة لبنان وشعبه ، وأكثر من ذلك هو يتخذ من المسيحية في لبنان ذريعة لغايات سياسية ، مع أن أغلب المكون الماروني في لبنان عرف من هو باسيل حليف الإرهاب وصديق الإرهابيين ، والتابع الذليل لإيران وميليشياتها في لبنان
وفي بازار سياسي معلن قاله باسيل ، تحدث وكأنه يريد ثمناً من الدول حتى يفك إرتباطه بميليشيات حزب الله في لبنان ، ونسي أنه في موقع المعاقب والملاحق ولا يحق له أن يشترط ، فالزمان الآن ليس زمانه ، والمطالب ليست من إختصاصه ، ولم يعد هناك أي وزن سياسي له لا إقليمياً و لا دولياً .
عبد الجليل السعيد _ راديو صوت بيروت انترناشيونال