لبنان … واللاءات السعودية الثلاث
بإعتبار المملكة العربية السعودية أكثر دولة ساعدت لبنان على الدوام ، ووقفت مع شعبه في مختلف المراحل ، وأسست لإتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية ، يتسائل الجميع عن موقفها الحالي من الأوضاع المستعصية على الحل في بلاد الأرز ، سيما وأن بعض فرقاء السلطة يزعمون قربهم من الرياض ، وتنسيقهم الدائم معها ، ولكن في هذا العرض السريع نتوقف عند الحقائق في دقائق لنضع نقاط المشهد على حروف الحلول المفترضة.
أولاً : أعلنها الملك سلمان بن عبدالعزيز قبل مدة وخلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن لبنان يرزح تحت هيمنة السلاح غير الشرعي لميليشيا حزب الله المدعومة من إيران ، وأن انفجار مرفأ بيروت بلبنان وقع نتيجة هيمنة حزب الله الإرهابي التابع لإيران على اتخاذ القرار في لبنان بقوة السلاح.
ثانياً : تلخيص الموقف السعودي من لبنان اليوم وغداً يتمثل في لاءات سعودية ثلاث ، لا لبقاء السلاح بيد حزب الله ، ولا لهيمنة إيران من خلال الحزب على الدولة والمجتمع ، ولا لبقاء اللبنانيين دون إستقرار أو رخاء أو إعمار نتيجة الإرهاب اليومي الممارس من قبل حزب الله وحلفائه.
ثالثاً : ولم تتعاطى السعودية بشكل مباشر مع صفقة الرئيس الفرنسي ماكرون حول لبنان ، لأن تلك الصفقة كانت محكومة بالفشل وولدت ميتة ، كون فرنسا تعتمد منهجية سياسية خاطئة تفصل فيها بين ما يسمى بالجناح السياسي لحزب الله والجناح العسكري ، والكل يعلم أنه لا فارق بينهما ، فسبب وجود نواب لحزب الله في البرلمان أو وزراء في الحكومات السابقة واللاحقة هو وجود سلاح ثقيل وغير شرعي بيد عناصر تلك الميلشيا التي ترفض تسليم سلاحها للدولة.
رابعاً : تدرك السعودية بأن منطق إيران المعتمد في العراق هو ذاته المطبق في لبنان ، إضعاف الدولة وهدم كيانها المستقل ، وفرض الميلشيات على السلطة كي تكون سلطة أمر واقع ، ويقال إنهم مكون سياسي ، و تعلم السعودية أن من يتحدث عن تمثيل سياسي لحزب الله في لبنان كمن يتحدث عن تمثيل سياسي لداعش في الحياة السياسية بأي بلد ، فلا فرق بين حسن نصر الله أو أبو بكر البغدادي
خامساً : لا تقطع المملكة العربية السعودية شعرة معاوية مع لبنان ، فالرياض تبقي على سفير لها في بيروت وتمد يد العون الإغاثية للشعب اللبناني دائماً ، وتراقب عمل الساسة في لبنان ومدى إنحياز بعضهم لمنطق الإنهيار الكامل و الشامل للبلد كرمى لعيون إيران ، وتقارب المسائل كلها من زاوية الضرورة التي تستدعي حل العقد بالتطرق للأسباب وليس القبول بالنتائج بحكم نفوذ السلاح وسيطرته وتخويف المواطنين.
سادساً : وهو الأهم أن الموقف السعودي حيال أي دولة في العالم ولبنان تحديداً هو دور مفيد ويقود هذا الدور إلى تسهيل الإجماع العربي والدولي على مساعدة لبنان في كل المجالات ، وبدون شك السعودية لن تتأخر عن مساندة لبنان ، لكن الشيء المهم الذي لا تقبله ولن تتقبله هو بقاء حزب الله وأزلامه في واجهة الحكم والسيطرة على مقدرات لبنان ومشهده الحالي .
راديو صوت بيروت انترناشيونال