عندما يتفاخر حسن نصر الله بالاستناد على “جدار مهدود”!
كتب موقع “صوت بيروت إنترناشونال”
خرج امين عام “حزب الله” على اللبنانيين قبل ايام، بخطاب “رنان”، اوجد من خلاله الحلول لكل ازمات البلد الاقتصادية والمالية والامنية والاجتماعية… بالكلمات اعاد نصر الله لبنان سويسرا الشرق، مؤكداً انه يمكن تجاوز اميركا وعقوباتها ودولاراتها باللجوء الى الاسواق الايرانية والصينية .
استند نصر الله في خطابه على قاعدة ان الكلام ليس له ثمن، وانه بالامكان بناء قصور من الرمل، اقنع جمهوره ان البديل حاضر، وان الجوع لن يكون له مربط قدم في البلد، كيف ذلك وايران كانت وستبقى السند سواء بادخالها الدولارات الى لبنان شحنات وراء شحنات او بفتح اسواق لبنان على اسواق ايران وتبادل الموز مقابل النفط. فلا “قيصر” ولا غير “قيصر” قادر على زعزعة اساسات ايران الصامدة بقوة “ايمانها” ومالها الشريف.
لم يكد نصر الله ينهي خطابه حتى شهدت العملة الايرانية هبوطاً حاداً امام الدولار لم تشهد له مثيلاً عبر التاريخ، لاسيما بعد ” توبيخ” طهران من قبل مراقبي الأمم المتحدة، حيث طالبها مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوم الجمعة الماضي، الكف عن منع مفتشي الوكالة من دخول موقعين نوويين قديمين. وقد وصل سعر الدولار وفقاً لموقع الصرف الأجنبي. Bonbast.com (الذي يتتبع السوق الغير رسمي) إلى 300 193 ريال، بعد أن كان 200 188 ريال يوم الجمعة، في حين صرحت صحيفة “دنيا الاقتصاد” اليومية، بأنّ سعر الدولار بلغ 800 190 ريال.
خسر الريال حوالي 70 بالمئة من قيمته على مدى عدة أشهر، حيث هبط إلى 190000 في ايلول 2018 وسط طلب كبير على الدولار الاميركي من قبل الإيرانيين الذين كانوا يخشون انسحاب واشنطن من الصفقة النووية بالإضافة إلى امكانية تقلص الصادرات النفطية الحيوية بسبب العقوبات وتأثير ذلك بشدة على الاقتصاد.
وفي رده على الانهيار الكبير الذي تشهده العملة الايرانية، اعتبر رئيس البنك المركزي عبد الناصر هيماتي في منشور على “انستغرام” ان الأثر النفسي لقرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية على الريال مبالغ فيه وبأنّ اقتصاد إيران بإمكانه التعامل مع الضغوط الإضافية، وقال “الظروف التي خلقتها كورونا، مثل الضغط المؤقت على سوق النقد الأجنبي، والأثر النفسي الذي سببه مجلس المحافظين لا يجب أن يعطي صورة سيئة عن البلاد”
وأضاف “على الرغم من محدودية إيرادات النفط، فإنّ رصيد البلد من النقد الأجنبي جيد، وسيواصل البنك المركزي توفير العملة اللازمة، على الرغم من استمرار الضغط الأميركي.”.. على الرغم من الانهيار المالي الكبير الذي تشهده ايران يمعن مسؤولوها بالكذب على انفسهم وليس على شعبهم الذي يعيش منذ سنوات اوضاع مزرية بسبب سياسات المرشد المدمرة.
لا يحتاج انهيار الاقتصاد الايراني إلى أدلة، فهو السمة البارزة في عهد خامنئي، حيث أصبحت الاحتجاجات العمالية والشعبية الإيرانية خير تعبير عن تدهور الأحوال المعيشية. كما ان الايرانيين يعلمون أن التدهور الاقتصادي والمالي سببه عدا عن العقوبات الاميركية ، إنفاق ميزانية البلد على الميليشيات في اليمن ولبنان وسوريا والعراق.
الاقتصاد الإيراني منهار، وسيزداد مع الايام بعد دخول “قانون قيصر” حيز التنفيذ، ومع هذا يحاول نصر الله الادعاء انه يستند على “جدار متين” وليس “مهدوداً” منذ زمن.