كنا جميعاً صهاينة (بقلم عمر سعيد)
نعم مساء السبت ٦-٦-٢٠٢٠، تجمعنا نحن الصهاينة في ساحة الشهداء، كنا صهاينة بالآلاف في تلك الساحة..
والملفت اننا كنا صهاينة من كل الطوائف، فصهيوني وقف يصلي في ساحة مسجد محمد الأمين..
وصهيوني طوق عنقه بصليب، راح يلوح بالعلم اللبناني.
وصهيونية محجبة وقفت تدلي برأيها لمحطة تلفاز.
وصهيوني نزل يبيع كعكة الجبن، ليرجع إلى بيته بربطة خبز.
وصهيونية حضرت بغطاء رأسها وعباءتها تبيع الماء بالف ليرة، لتشتري حليبا لرضيعها الصهيوني.
وطفل صهيوني مشى يبيع العصائر، ربما ليؤمن ثمن الدواء لأمه الصهيونية المريضة في البيت.
وصهيوني عاطل عن العمل أتى يعلق آماله على دعم صهيوني جائع مثله.
لقد كنا جميعنا صهاينة وبالآلف، صهاينة جمعنا الجوع والمطالب التي تليق بالإنسان.
كنا صهاينة نبحث عن وطن يتسع لصهاينة فقراء فقدوا قدرتهم على تحمل فساد الوطنيين الشرفاء.
كنا صهاينة نطالب باستعادة الأموال التي سرقها الوطنيون الشرفاء.
كنا صهاينة نصرخ مطالبين بإسقاط نظام الوطنين الشرفاء.
فتحية لكل صهيوني غضب فنزل يوم ٦-٦ إلى ساحات الحربة من طرابلس إلى بيروت فصور فالبقاع، ليؤكد صهيونيته الإنسانية التي تليق بلبنان الذي نريده لأبنائنا نحن الذين قضينا العمر نذخر سلاحكم الوطني لقتال الصهيونية المعادية بأموالنا التي اقتطعناها من أثمان رغيف الخبز، والقسط الدراسي وكشفية الطبيب ووصفة الدواء وأجرة المنزل وحلوى الأعياد على مدار أكثر من ٣٠ سنة قضيتموها تمتصون دماءنا وتسرقون أموالنا الصهيونية، وتبيعون حقوقنا في الوظيفة بالمزاد العلني الوطني الشريف.
عمر سعيد