٦ حزيران ٢٠٢٠ “الزحف الكبير”.. هل يفعلها اللبنانيون حقاً؟
كتب ريكاردو الشدياق في موقع mtv:
السبت ٦ حزيران ٢٠٢٠ هو يوم التحوّل المفصليّ في تاريخ الأحداث اللبنانيّة التي بدأت ليلة ١٧ تشرين الأوّل ٢٠١٩.
لن تعود التحرّكات الشعبيّة كما بدأت، إنطلاقاً من هذا السبت. الأصحّ القول إنّ الشارع المُنظَّم الذي يستعدّ في الساعات المقبلة لقلب الطاولة وضع خطّةً مدروسةً مختلفة تماماً عن صورة الإحتجاجات التي شهدها الأوتوستراد والساحات على مدى شهرين متتاليَين في مختلف المناطق اللبنانيّة.
وبعدما كان موقع mtv كشف عن توجّه لبلورة قيادة موحَّدة للإنتفاضة الشعبيّة، تُشير المعلومات الجديدة إلى أنّ “التحرّك المليوني” الذي دعت إليه مجموعات وحركات وأحزاب ثائرة ومُعارِضة، عقدت إجتماعات ولقاءات عدّة متتالية في الأسبوعين الماضيَين، اتّفقت أخيراً على تجاوز الإختلاف في الشعارات والمطالب والتوجّه إلى ساحة الشهداء، بما تحمل من رمزيّة في العاصمة بيروت، حيث ستستهدف هتافات المتظاهرين “مُنتهكي سيادة الدولة، والمحميّات والمربّعات الأمنيّة المغطّاة من مراجع حزبيّة كبيرة وجهات سياسيّة ومناطقيّة تمنع فرض الدولة هيبتها ودورها الرقابيّ والعسكريّ والأمنيّ”.
“مواجهة القوى المتورّطة في الفساد عبر الشارع لم تعد تُجدي نفعاً”، تقول أوساط المنظّمين لليوم المُنتظَر، بل “ستنتقل المواجهة مع نهاية هذا الأسبوع من فتح الملفّات واتّهام وزراء ونوّاب ومدراء عامّين وقضاة ورؤساء أحزاب إلى وضع العين في عيون المرجعيّات الكبيرة، والعميقة في الدولة، التي تولّت تغطية إرتكابات خطيرة وتعدّيات لا تُحصى جرّدت الدولة وأجهزتها من صلاحيّاتها لصالح قوى طائفيّة أخذت بالتوسّع ووضع اليد على آليّة ومقاليد الحكم، سياسياً وأمنياً وقضائياً وإقتصادياً ومالياً، خلال الـ١٠ سنوات الماضية، ومحاولة استمالة سلطات دينيّة بارزة في هذا الإتجاه رغم المحاولات الكثيرة التي باءت بالفشل”.
وفي المعلومات أيضاً أنّ الإتّفاق تمّ على “اعتماد المتظاهرين نمطاً غيرَ مسبوق في التظاهرات اللبنانيّة بهدف إظهار التحرّك كصفّ واحد مُنظَّم وتفويت الفرصة على مَن يُريد استغلال سلميّة التظاهرة عبر إرسال عناصر مُندَسّة عشوائيّة لإشعال الفتنة ضمن الصفوف”.
“نحن والجيش في خندقٍ واحد، ونحن إلى جانبه في وجه مَن يسعى لقضم مُهمّته السياديّة الشرعيّة”… كلامٌ بمثابة الإعلان جهاراً بأنّ ٦ حزيران موعدٌ لرفع السقف إلى حيث تجنّب البعض رفعه منذ ٤ سنوات حتّى اليوم للحفاظ على تسويةٍ سقطت.