زيتونة فلسطين ليست أغلى من دالية لاسا. (بقلم عمر سعيد)
لا زالت صورة الفلاحة الفلسطينية تعانق جذع زيتونتها ..
و لا زالت على أمتار منها آلية الكيان الصهيوني الغاصب، وبنادق مسلحيه، تشكل درسا لكل صاحب حق، أقر بحق تلك المراة، أم أعرض عنه !
تلك الزيتونة التي ليست هي بأغلى من دالية لاسا على أهلها.
غير أنه يبدو أن الذي خسر حروبه في اليمن والعراق، وسوريا، والبحرين، لم يبق أمامه إلا لاسا كآخر معارك الباحثين عن انتصارات مقدسة..
وأي معركة أقدس من أن تهزم فلاحاً حمل معوله ومحراثه ومقص شحالته، وخرج لينكش أرضه، ويفلحها، ويشذب أشجار بساتينه وكرومه في خراج لاسا.
وعلى ما يبدو أن آخر أسوار القدس، لا زالت في جدران جلول لاسا وحواكيرها ودواراتها..
تلك التي تناقلتها الأجيال من ساعد إلى ساعد وفوق انحاء ظهر واحديداب آخر.
وقد يقال إنها مشكلة صبية، وطيش شباب..
غير أن العالم كله رأى كيف يقاتل أولئك الصبية وذلك الطيش دفاعا عن مقدساتهم الطائفية ..
و ” في أي زمان و مكان اقتضاه الواجب ”
على حد تعبير صاحب الإصبع التي رفعها في وجه الصهاينة عقودا !
فهل نسي قائد أولئك الصبية أن أرض لاسا لا تقل قداسة عن أي مقدس في العالم ؟
فالأرض كنسية صاحبها ومعبده وجامعه وسماؤه التي تنزل له الموائد، وقبره الذي يمنحه الراحة الأبدية.
فأي عاقل تسول له نفسه المساس بأرض مقدسة ؟!
وأي أحمق يشفيه انتصار صواريخه وسلاحهه على جذع دالية، ونِير محراث، وساعد عامل تقبض على عصا معول خشبية، ينكش كرمة رباها كل شبر بنذر ؟!
قد يغري فائض القوة الحمقى، وقد يدفعهم إلى الركض في السراب.
لكن الحق هو القيمة المثلى التي تعبد طريق الفلاح إلى أرضه و وطنه فالدولة.
عمر سعيد